٭ تونس «الشروق»: محمد علي خليفة: عقد حزب «الوطن» أمس لقاءه الأول بالاعلاميين لتقديم أهداف الحزب ومبادئه وبرامجه، حيث أكد الامين العام الاول للحزب أحمد فريعة والأمين العام الثاني محمد جغام انه ليس لديهما أية غايات شخصية من تأسيس هذا الحزب وإنما يرغبان في إنجاح مسيرة تونس وخدمتها بالأفكار والتجارب التي اكتسباها وأنه لا أحد يحق له ان يمنعهما من خدمة تونس. وقال فريعة ان الغاية من بعث الحزب ليست شخصية بل هي المساهمة في تمرير تجربتنا المتواضعة للشباب حتى يواصل المسيرة في ظل جمهورية ديمقراطية تضمن الحريات وقد لاحظنا ان للشباب طاقات كبيرة ولكن تنقصه التجربة السياسية فأردنا نقل بعض الأفكار التي لم نتمكن من تجسيمها عندما كنّا في مواقع المسؤولية. وأوضح فريعة ان حزب «الوطن» هو حزب وسطي ينادي بالاعتدال والديمقراطية ويؤمن بالديمقراطية الحقيقية وحرية الاختلاف ورفض الإقصاء. وأضاف: نحن ننادي بحتمية التنمية انطلاقا من معطيات حقيقية، ولكن لا بدّ من العناية بالجوانب الاجتماعية وتوزيع الثروات في تونس بشكل عادل على مستوى الأفراد والجماعات. وبشأن مصادر تمويل الحزب قال فريعة إنّه خلافا لما يعتقده البعض فإن امكاناتنا متواضعة والتمويلات هي أساسا من أعضاء مؤسسين للحزب الى جانب الاشتراكات. وحول توليه منصب وزير للداخلية لمدة أيام (يوم في عهد بن علي و14 يوما في الحكومة المؤقتة) قال فريعة إنه لم يعد لديه سوى رغبة واحدة هي طي صفحة الداخلية، متسائلا: «كيف يتجاهل البعض 30 سنة قضيتها في خدمة تونس في قطاعات مختلفة ويقتصر حديثه فقط عن تجربة الداخلية ومسألة الأمر بإطلاق النار على المتظاهرين، مؤكدا أنه لا يسمح لنفسه اطلاقا أن يعطي مثل هذه الأوامر ومشيرا إلى أنه أدلى بشهادته في هذا الشأن لقاضي التحقيق. وأضاف فريعة أيضا أنه لما عرض عليه بن علي وزارة الداخلية كان ذلك في اطار تطبيق برنامج اصلاح سياسي وتنموي وليس للمعالجة الأمنية للأزمة التي عرفتها تونس أيام الثورة. من جانبه تحدث محمد جغام عن تأسيس الحزب واختيار كلمة «الوطن» التي تختزل النضال والثورة، وقال إنّ المبادئ التي ركزنا عليها هي أن يكون حزب «الوطن» حزب الاعتدال والتآزر والتسامح والوسطية ونبذ العنف والتطرف. وأضاف أن من مبادئ حزب «الوطن» أيضا أنه يؤمن بالجمهورية والديمقراطية وبحماية مكاسب الثورة ومكاسب الشعب التونسي (مجلة الأحوال الشخصية ومكانة المرأة وغير ذلك). وأشار جغام الى أنّ حزبه قام خلال الأسابيع الأخيرة بمناقشة برنامج مطوّل وهو برنامج يتضمن أكثر من 100 فكرة، وأعدّ ميثاقا وانطلق في زيارة بعض الجهات للتعريف ببرنامجه مشيرا الى أنّ الحزب وجد تجاوبا من عدّة أطراف وعلى مستويات عليا رغبت في الانضمام إليه. كما تحدث أيضا عن صعوبات وجدها الحزب خلال زياراته الى الجهات حيث عمدت فئات الى افساد اجتماعاته في تطاوين ومدنين والمهدية. ودعا جغام باسم حزب «الوطن» كل التونسيين الى بناء تونس معتبرا أن أفضل حلّ هو المصالحة وتضافر جهودنا جمعيا كأحزاب وكمجتمع مدني وأن يتخلى كل طرف عن معاول الهدم ويستبدلها بأدوات للبناء. وتحدث جغام عن سنوات الاقصاء (10 سنوات خلال حكم بن علي) موضحا أنه كانت لديه قناعات لم يكن في وسعه تنفيذها وكان يحلم بأن تكون في تونس حرية وديمقراطية وعندما طلب ذلك (ورغم اجتهاده في اختيار الكلمات) اعتبره البعض من المقرّبين من بن علي وشخصا غير صالح للنظام، وبدأت منذ ذلك الوقت سنوات التجميد والاقصاء فعيّن سفيرا في روما ثم جاء مقترح ترحيله الى الصين الى أن انسحب من الساحة السياسية. وأكّد جغام أن تجربة الاقصاء كانت أثرى بكثير من تجربة السلطة. أسئلة «الشروق» رغم حصولكم على تأشيرة العمل القانوني منذ مطلع مارس الماضي بقي حزب «الوطن» شبه غائب عن الساحة وبدا حضوره الاعلامي محتشما جدا، ما مردّ ذلك؟ وما هي علاقتكم بالتجمّع؟ هذه هي المرّة الاولى التي نلتقي فيها بالاعلاميين مع أن الناس يتّصلون بنا يوميا ويطلبون منا تقديم برنامجنا ويبدون رغبة في الالتحاق بنا، نحن نريد ان نعرّف بحزب «الوطن» ولكننا نجد صعوبات خاصة في التلفزة (وتحديدا القناة الوطنية التونسية) التي تعمّدت اقصاءنا، ونحن نريد العدالة في التعامل والحياد، وان كان هناك من يريد ان ينتقدنا فليفعل ولكن عن حسن نيّة ودون اساءة. وبخصوص العلاقة بالتجمّع قال جغام إن منعنا من الاجتماعات كان بسبب انتمائنا أنا وسي أحمد الى الحكومة والى التجمّع، ولكن للتوضيح فقد حرصنا عند تكوين هذا الحزب على أن يكون من حولنا لا علاقة لهم بالتجمّع لأن الجو العام في البلاد لا يقبل ذلك وباستثناء جغام وفريعة فإن بقية مكوّنات حزب «الوطن» من الأساتذة والمحامين والاداريين والطلبة وفيهم من لا يحمل أي تجربة سياسية فما ذنبهم حتى نقصيهم. وباختصار أقول إنه ليس لدينا أعداء بل منافسون وإن صندوق الاقتراع هو الفيصل.