أودّ بادئ ذي بدء أن أشير الى «مداومة ريمة على عادتها القديمة» اذ لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر كنا كلنا أملا في التغيير الجذري من حيث تناول المادة الاخبارية إلا ان هذا الأمل الذي طالما تقنا اليه سنة 1987 سيخيب مرّة أخرى اثر ما عبّر عنه بالثورة... أما عمّن يقرأ الأخبار فحدّث ولا حرج نبرات غريبة كلها تجرّ آخر الكلمة جرّا للوصول بها الى أبشع ما يسمع حتى ان ابني سأل يوما هل انهم تدربوا جميعا على نفس الرداءة... وكنّا وقتها متحلقين نحو التلفزة علّنا نظفر بخبر يزيل عنا هموم همجية بعض التونسيين؟! الذين لا ينفع معهم اللين ولا أتصوّرهم الا وراء القضبان، فما على المسؤولين الذين عُلّقت عليهم الآمال الا ان يكوّنوا جيلا جديدا توفّر له أسباب النجاح كما وفّرت لمن برزوا من التونسيين في قنوات أخرى بل أصبحوا أعمدتها، على أن يوكل انتدابهم لأصحاب الأذواق السليمة.