تستعدّ كاليفورنيا للتصويت على مشروع قانون يجعل الأسبوع الأوّل من شهر مارس أسبوعًا «بلا بذاءة»، تشجيعًا للسكّان على «تنظيف» لغتهم من الألفاظ النابية!! لا نعرف طبعًا هل يعني ذلك إنشاء محلاّت لتنظيف اللغة «بالشايح»، أم أنّ أكشاك غسل السيّارات ستتكفّل بغسل لغة سائقيها في الوقت نفسه!! أيّا كان الأمر فالفكرة قد تصلح للتوريد. كيف لا و«خطابُنا اليوميّ» يكاد يتخصّص في «تهجية» الأبجديّة التناسليّة، محاولاً إثبات ما لم تعرفه الكاماسوترا من الأوضاع والوضعيّات؟! كيف لا و«فُصحاؤنا اليوميّون» يكادون يقتصرون على تبادل «طلقات» المعجم البورنوغرافيّ البيدوفيليّ، وكأنّهم قطيع من الثيران في ذروة الهيجان؟! مشكلةُ اللغة البذيئة أنّها تروق في البداية لهواة الاختلاف السطحيّ والهامشيّة الطفوليّة...ثمّ سرعان ما تصبح لغة السيطرة وأداة «اللاتواصل»، فإذا المركز أكثر بذاءة من هامشه! وإذا الفضاء السمعيّ البصريّ أقلّ حشْمةً من جمهوره!! طبعًا...البذاءةُ أسبق من الإذاعة والتلفزيون...لكنّ الإذاعة والتلفزيون يمنحان البذاءةَ المرآةَ التي تقول لها: أنت جميلة!! السؤال الآن: هل ينفع «القانون» في ما أفسد الدهر؟ هل يزيل القانون ما لا يزيلُهُ الصابون؟!