مرة أخرى تطفو على السطح مسألة الجوائز الأدبية وإنعدام المصداقية بعد أن تم حرمان الدكتور مصطفى الكيلاني من جائزة أبو القاسم الشابي عن روايته «كازينو فج الريح» ومنحها للروائي السعودي يوسف المحيميد عن روايته «الحمام لا يطير في البيداء» كما أفادنا بذلك أحد أعضاء اللجنة العليا للجائزة. هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مادامت عقلية تصفية الحسابات الشخصية هي السائدة وهو ما يتناقض جوهريا مع ضرورة الحياد والشفافية في التعامل بين المبدعين وخاصة من أعضاء اللجان المؤتمنين الذين يتحملون مسؤولية أخلاقية أولا. الدكتور مصطفى الكيلاني قال ل «الشروق» إنه صدم بالقرار إذ أنه علم منذ أواخر شهر نوفمبر الماضي باختيار لجنة القراءة واللجنة العليا لروايته «كازينو فج الريح» وقد أكد له هذا أكثر من عضو في اللجنتين ويقول مصطفى الكيلاني إنه علم أيضا أن لجنة القراءة لم تسجل إلا اعتراضا واحدا منها قد يكون أراد معاقبتي لعلاقة الصداقة التي تجمعني بالناشر حسن جغام وهو شيء غريب وعجيب ومع ذلك فقد أقرت اللجنة العليا منحي الجائزة بأغلبية الأصوات وتم إعلامي من قبل بعض الأعضاء وظللت أنتظر إلى أن علمت يوم الخميس الماضي أن الجائزة منحت لغيري وأنا لا أقول إن روايتي أفضل أو إنني أستحقها أكثر منه ولكني أتساءل عن مصداقية هذه الجائزة والى أي حدّ يتم التلاعب بالنتائج والمداولات». ويقول الدكتور مصطفى الكيلاني إنه كان يائسا من اللجان والجوائز لكنه شارك في المسابقة بإعتباره مبدعا وبعمل روائي صادر خارج تونس في سوريا تحديدا لكن الصدمة كانت كبيرة. ويخلص الكيلاني للقول إن عدوّ المثقف الحقيقي هو المثقف وليس السلطة فقط كما كنّا نعتقد». وأكد أحد أعضاء اللجنة العليا ل«الشروق» ما حدث وسنتابع الموضوع في الأعداد القادمة. فهل تكون هذه الدورة هي نهاية هذه الجائزة التي يشرف عليها منذ إنبعاثها عز الدين المدني وقد أصبحت في السنوات الأخيرة لا تمنح إلا للكتاب العرب!.