بقلم: الدكتور محمد الباردي (جامعي باحث في السّرد وروائي) لقد دعيت في بداية شهر أكتوبر لعضوية لجنة جائزة أبي القاسم الشابي التي خصّصت هذه السنة للرواية. وقد اكتشفت أن اللجنة بدأت عملها منذ بداية الصيف بفرز الروايات العربية المترشحة لنيل الجائزة. وقد اختارت من الروايات التي تجاوز عددها المائة ستا وثلاثين رواية لتعرض على اللجنة التي تمّ توسيعها بدعوتي أنا شخصيا ودعوة الكاتبة فوزية المزّي. وبعد قراءة هذه الروايات اجتمعت اللجنة لتحدّد الرواية الفائزة. وقد رشّحت أنا شخصيا ثلاث روايات: رواية مصرية ورواية سورية ورواية تونسية هي رواية مصطفى الكيلاني «كازينو فجّ الرّيح». أحد الأعضاء بدوره رشّح رواية سعودية في حين كانت مسعودة بوبكر متحمّسة لرواية مصطفى الكيلاني. وبعد مداولة لم تطل كثيرا ولم تتخلّلها إلا مناقشة متحمّسة بيني وبين أحمد الودرني لأني اعترضت جملة وتفصيلا على الرواية السعودية لأني اعتبرتها رواية تقليدية في مبناها، أسندت الجائزة بإجماع أعضاء اللجنة للكاتب التونسي مصطفى الكيلاني. وقد علمت أن اللجنة العليا أقرّت هذا القرار بأغلبية أعضائها. ولذا فإني أعبّر عن استغرابي الشديد عندما علمت أن الجائزة أسندت الى كاتب سعودي، وأعتبر أن إدارة الجائزة خرقت قرار اللجنة واستهانت به بل وزيّفته وبالتالي يكون القرار قرارا إداريا صرفا أندّد به بدون أيّ حرج. ولا شكّ فإن مثل هذا السلوك الغريب ما كنت أعتقد أنه سيحدث ونحن نعيش أحداث ثورة شعبنا التي تبشّر بالديمقراطية والحرية وشفافية القرار. وفي النهاية أؤكد أن جائزة أبي القاسم الشابي لهذا العام أسندت الى مصطفى الكيلاني ولم تسند الى كاتب غيره.