كما جاءت مقدمات الثورة من جماهير باجة وجندوبة والقصرين وغيرها من جماهير الجمعيات الداخلية وكان سلاحها في احتجاجها الحجارة وليس الشماريخ. أما جمهور الترجي التونسي فلم يكن أبدا جمهورا ثوريا بل كانت كل تحركاته من باب «البلطجة» فقد كان جمهور الترجي يمارس أعمال «البلطجة» في كل مرة يجد فيها الفريق نفسه منهزما بهدفين لصفر. لقد حصل ذلك في ماي 2009 أمام اتحاد المنستير في نصف نهائي الكأس. ثم تكرّر ذلك أمام الملعب التونسي في الجولة الثانية ذهابا لبطولة موسم 2009- 2010 في 2 أوت 2009. ثم شهدنا نفس المشهد أمام نادي حمام الأنف في أفريل 2010 لحساب الجولة 23 من بطولة الموسم الماضي. وأعيد نفس السيناريو في 3 أكتوبر 2010 أمام الأهلي المصري في القاهرة في إطار نصف نهائي أبطال إفريقيا. وأخيرا تكرّر نفس المشهد في لقاء النجم الساحلي بسوسة يوم الأحد 9 جانفي 2011 لحساب الجولة الأولى إيابا لبطولة الموسم الحالي. أما حكاية مجموعات الأحباء «أولترا» والتي حاولوا تقديمها لنا على أنها تعبير سياسي ثوري فهي وإن كانت فعلا تعبيرا سياسيا فإنها تعبير متخلف همجي ينتمي إلى أقصى اليمين العنصري . وماذا يقولون الآن بعد إقتحام الميادين في باجة وفي بنزرت وفي رادس ؟ ولماذ استنكر الإعلاميون هذه الاقتحامات ؟ أليست من قبيل التعابير الثورية ؟ كما قال لنا أحمد المغيربي الذي كان دائما يفخر بصداقته لسليم شيبوب، إنه لا يحقّ لأحد أن يركب على الثورة. وهذا كلام خطير ومعاد للثورة الهدف منه إحداث فراغ يبقي السلطة للنظام القائم. وعلى كل أريد أن أقول للمغيربي إنه لا يحق للبعض أن يركب على الثورة ولكن يجوز للكثيرين من أبناء الشعب ونقابييه ومناضليه و بعض أحزابه أن يقطفوا ثمارها. ثم استأنفت مختلف البطولات الرياضية في مختلف الأقسام نشاطها بصفة تدريجية ووقعت بعض الحوادث المتفرقة تمثلت بالخصوص في اقتحام الجماهير لميادين اللعب. وكان ذلك حال بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم التي عادت إلى النشاط يوم 16 أفريل 2011، بعد تردّد طويل. وكان القرار الأول المتمثل في اللعب أمام جمهور الفريق المحلي شجاعا رغم مخاطر الحضور الجماهيري. وفي يوم الأحد 17 أفريل 2011، اقتحمت بعض جماهير الأولمبي الباجي الميدان لما كان فريقها منهزما أمام مستقبل المرسى ثم استأنفت المباراة بعد أن توقفت حوالي ثلاثين دقيقة وإثر العودة إلى الميدان انسحب لاعبو مستقبل المرسى بعد أن وجدوا أنفسهم منهزمين. وطبقت الرابطة قوانين العقوبات بصفة حرفية ثم تم نقض الحكم الابتدائي جزئيا في الاستئناف برفع العقوبات المسلطة على مستقبل المرسى والتي كانت متمثلة في خصم نقطتين من رصيد الفريق وحرمان لاعبيه من اللعب في مقابلتين وحرمان إطاره الفني والإداري من الجلوس على بنك الاحتياطيين لمدة ستة أشهر. وقد احتج فريق مستقبل قابس منافس مستقبل المرسى في الجولة الموالية على هذا القرار الاستئنافي وأمعن في احتجاجه بمنع الصحافيين من تغطية مقابلته مع نادي حمام الأنف التي دارت يوم 30 أفريل 2011. وقبل ذلك بأسبوع أي يوم 24 أفريل 2011، اقتحمت جماهير النادي البنزرتي للميدان لما كان فريقها منهزما أمام النادي الصفاقسي ومارست شيئا من العنف وهو ما أدى إلى إيقاف تلك المقابلة. واتخذت الجامعة قرار مواصلة البطولة بدون حضور الجمهور... ثم احتجّ الحكام على غياب الأمن وطالبوا بضمانات أمنية لإدارة المقابلات وأضربوا وامتنعوا عن إدارة ثلاث مباريات كانت مبرمجة ليومي 27 و 28 أفريل 2011، ثم علقوا الإضراب وأداروا مباريات الجولة الرابعة لمرحلة الإياب التي دارت يومي 30 أفريل وغرة ماي 2011...