أعلنت باريس أمس أنها تجري اتصالات مع الدائرة المقربة من العقيد الليبي معمر القذافي لدفعه على التنحي. كما أكدت موسكو إرسالها مبعوثا الى طرابلس وبنغازي لإتمام تسوية بين الطرفين تنهي الأزمة الدموية القائمة في البلاد، فيما جددت روما دعوتها القذافي الى الرحيل عن السلطة في ظل تأكيد غربي باستعانة القوى الأمنية الليبية والثوار بالمرتزقة في صراعهما المستمر منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر في وقت بات فيه الثوار على أبواب طرابلس. وأكدت مصادر اعلامية محلية سماع دوي سلسلة انفجارات واطلاق رصاص في أرجاء العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الأولى من فجر أمس. وسمعت 4 انفجارات وسط العاصمة أعقبتها انفجارات أخرى بعد أقل من ساعة، ثم تلتها 4 أخرى في محيط باب العزيزية مقرّ العقيد معمر القذافي، مما أدى الى مقتل شرطيين على الأقل. وأوردت أن الكنيسة المصرية في طرابلس أصيبت بأضرار بالغة جراء الغارات المتواصلة، حيث تهشمت جميع الواجهات الزجاجية للكنيسة وتطايرت الأبواب وتصدّعت جدرانها. العمل مع الدائرة الضيقة من جهتها، قالت باريس انها تعمل مع المقربين من العقيد القذافي في محاولة منها لاقناعه بالتنحي، مشيرة الى أنه يزداد عزلة وانشق عنه المزيد ممن هم حوله. وأكد قائد الديبلوماسية الفرنسية آلان جوبيه ان باريس تلقت رسائل من الدائرة المقربة منه تفيد بأن على القذافي الرحيل. وأضاف: سنزيد الضغط العسكري كما فعلنا منذ عدة أيام، لكن في نفس الوقت نحن نجري اتصالات مع كل من يستطيع اقناعه بترك السلطة. وتأتي هذه التصريحات تزامنا مع اعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن ارسال وسيط الى بنغازي وطرابلس لتسوية الازمة. وقال مسؤول روسي كبير إن الممثل الروسي الأعلى الخاص بإفريقيا ميخائيل مارغيلوف سيتوجه الى طرابلس وبنغازي مؤكدا ان بلاده ترغب قدر الامكان في حل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية مقرّا بأن سبيل المفاوضات طريق شاق جدا. بدورها، أفادت الصين أمس أنها اتصلت برئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية «هونغ لي» قوله إن السفير الصيني لدى قطر «تشانغ تشي ليانغ» التقى مؤخرا بعبدالجليل وتبادلا وجهات النظر حول الوضع الليبي. وأضاف ان موقف بيكين من الازمة الليبية واضح وهو «التوقع بأن الحل السياسي هو الأنسب للقضية الليبية والاعتقاد بأنه لابد للشعب الليبي تحديد مستقبل بلاده». بدوره، جدد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس دعوته الى المجتمع الدولي لتجديد الضغط على العقيد الليبي بغية حثه على التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد. وأضاف ان روما تؤيد بشدة الوساطة الروسية في الازمة الليبية. المرتزقة لدى الطرفين في غضون ذلك، قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وغربيون إن عناصر العقيد القذافي والثوار يستعينون بالجنود المرتزقة لتعزيز صفوف قواتهم. ونقلت وكالة رويترز عن المسؤولين اشارتهم الى أن أعدادا صغيرة من المتعاقدين مع شركات خاصة يعملون مع المعارضة. وأضافوا أن المتعاقدين جاؤوا من دول مثل فرنسا وبريطانيا أو من خلال شركات عسكرية خاصة جندتهم. وأكدوا أنهم يعلمون أنه لا يوجد أي أمريكي بين الأجانب الذين يقاتلون الى جانب الثوار. ويستخدم القذافي مرتزقة من دول افريقيا جنوب الصحراء منذ وقت طويل. 70 ألف مقاتل ونفى الثوار هذه الأنباء بشدة، مؤكدين أن جيشهم يضم 70 ألف مقاتل ولا يستحق بالتالي دعما سواء أكان عدديّا أم نوعيّا. وأشاروا الى ان الاشكال الوحيد القائم هو التسليح مضيفين انه لو توفر السلاح لتمكنوا من دخول طرابلس منذ فترة طويلة. ميدانيا، أكدت مصادر قريبة للثوار ان معارك ضارية دارت أمس بين الثوار والكتائب في قلب العاصمة طرابلس التي تشهد تطورا نوعيا كبيرا لصالح المعارضة المسلحة. وأضافت ان الثوار يبعدون حاليا عن طرابلس 70 كيلومترا فحسب وأنهم بسطوا سيطرتهم الكاملة على مدن الجبل الغربي. وأشارت الى أنهم يزحفون حاليا نحو «الزاوية» عقب سيطرتهم على مصراتة.