تتميّز جهة غار الدماء بتواجد العيون الطبيعية بشكل كبير جعل بعض التجمعات تستمدّ تسمياتها منها على نحو «عين سلطان»، «عين جابر»، العيون وغيرها إلا أن تواجد هذه العيون الطبيعية وانتشارها لم يحجب ظاهرة تفشّي العطش بعديد المناطق وخاصة الأرياف النائية حيث تكمن رحلة المأساة والمعاناة بحثا عن ماء الشرب ولا رفيق سوى أدنان وحمار أنهكه وصاحبه في الرحلة الكيلومترية عناء السفر والتنقل بين الفيافي ووعورة الجبال بين أمل الحصول على ضالّته ويأس العودة بخفّي حنين حين تجفّ العيون وتبخل على العطاء من فرط طالبي التزوّد. وإذا كانت الاحصائيات تقول بأن 13190 عائلة معطّشة بجهة جندوبة وأن تزويدها بالماء الصالح للشراب يتطلب اعتمادات بقيمة 38 مليارا فإن لجهة غار الدماء نصيبا يمثل ثلث المعطشين باتوا في حاجة لتدخل عاجل ومستعجل للقضاء على هذه المعاناة أو على الأقل الحدّ منه على اعتبار ما يتوفّر بالجهة عامّة وغار الدماء خاصة من مائدة مائية هامة (362م.3) قادرة على توفير حاجيات كامل الجهة بل وتتجاوز ذلك لتغطية الحاجيات الوطنية بأكثر من جهة. وفي انتظار أن تصل قنوات الربط بالماء الصالح للشراب بجهة غار الدماء في إطار مشروع 2009 المتعلق بربط شبكة الماء بعديد معتمديات ولاية جندوبة والمقدّرة كلفته ب85 مليارا يرى متساكنو الجهة وأريافها أن الحل الأولي المستعجل يتمثل في تهيئة العيون الطبيعية وتقوية طاقة ضخها بما يوفر امكانية التزود بما يكفي من مياه الشرب الى حين إكمال المشروع المقرّر خاصة وأن انتهاءه سيكون بعد سنوات.