أصبحت مسألة غياب الماء الصالح للشرب شحيحة بجهة جندوبة المسألة الأكثر طرحا والموضوع الأكثر تداولا بين المواطنين على خلفية غياب قنوات تمرير المياه بعديد المناطق ومحدودية تدخل الجمعيات المائية التي كانت مجرد هيكل لاستنزاف أموال المواطنين ويتعاطى مع واقع الجهات بسياسة المكيالين والعقوبة الجماعية كأن يقطع الماء عن منطقة برمّتها لمجرد امتناع فرد أو بعض الأفراد عن دفع معاليم الاستهلاك إضافة الى اعتماد هذه الجمعيات مواقيت وأياما لفتح الماء للعموم بما لا يفي بالحاجة فسبّب ذلك العطش للحلوق والزرع والحيوانات. هذه الاشكاليات خلقت أزمة ثقة بين الجمعيات المائية والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه والمواطن وهي أزمة خلفت ردود فعل عديدة للثقة برزت من خلال الاعتصامات المتواصلة أسبوعيا داخل مقر الشركة ووصل حدّ قطع الطرقات في عديد المناطق بفرنانة وبوسالم وعين دراهم ووادي مليز وغار الدماء وكانت المطالب مجتمعة لتؤكد الهوة بين المواطن والمسؤول في التعاطي مع هذه المسألة ولعل ما وضع المواطن موضع القوة وسلّط ضغطا على المسؤول هو الطاقة والمخزون المائي الكبيرين بالجهة جرّاء الكمّ الهائل للسدود والأنهار وقدرتها على توفير المياه الصالحة للشرب بكل شبر من الجهة. «الشروق» ولأهمية الموضوع الذي ألقى بظلاله على الشارع بجندوبة وأصبح حديث القاصي والداني وأمام تعالي نداءات الاستغاثة طلبا لماء الشرب وتنامي ظاهرة الاعتصامات وقطع الطرقات حاولت دراسة الموضوع مع المواطن والمسؤول لعل فيه وبه تؤسّس لقادم أفضل في التعاطي مع المسألة والوصول الى حلول ترضي الطرفين. المواطنون بصوت واحد: ماء «السدرة» الزيتونة أولى به التقينا عددا من المواطنين أثناء الاعتصامات من مناطق «الخضراء، الزوبية، القنّارة، بلاريجيا، سوق الجمعة، عين القصير..» (جندوبة الشمالية) و«وادي غريب، الدار الحمراء، بني مطير، سيدي سعيد، الجواودة».. (فرنانة) وعبّاسة، الدخائلية، بوقصّة، عين أم هاني.. وادي مليز وغيرها من قرى وأرياف بقية المعتمدية وهي لا تحصى ولا تعد فأجمعوا على أنه بقدر ما تزخر به الجهة من مخزون مائي هائل بفضل وفرة السدود والأنهار والوديان والعيون الطبيعية والآبار العميقة إلا أن العطش هو سيد الموقف وفي الوقت الذي تجفّ فيه الحلوق وتكبر معاناة البحث عن المياه الصالح للشرب بمقياس الزمان والمكان فإن مياه الجهة توجّه الى ولايات أخرى تتمتع بعذوبة هذه المياه بلا حساب ألم يكن من الأجدر التعامل معنا بمقولة «الأقربون أولى بالمعروف» و«الماء الماشي للسدرة الزيتونة أولى به»، على الساهرين على استغلال وتوزيع المياه إعادة النظر في التوزيع ليس بمنطق الجهويات فكلنا أبناء هذا الوطن العزيز ولكن بمنطق العدالة في توزيع الثروات. «الصوناد» توضح: الحلول قادمة والصبر مطلوب باتصالنا بمصالح الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه فرع جندوبة أكد لنا مصدر مسؤول أن الحلول لهذه المسألة قادمة وقد اتخذنا التدابير اللازمة من خلال الدراسات المعمّقة ومواصلة المشاريع القديمة التي توقّفت مع صيانة الشبكات القديمة وتعهدها بقدرة ضخّ عالية وما على المواطن سوى الصبر وبعض الانتظار لأن إنهاء المشاريع يتطلب وقتا.