شهدت مدينة «حماة» السورية أمس اضرابا عاما غداة ما أطلق عليه «جمعة أطفال الحرية» التي ارتفع عدد ضحاياها الى نحو 70 قتيلا وسط اتهامات متجددة من دمشق بأن مجموعات مسلحة كانت وراء بعض هذه الاعتداءات. ونقلت مصادر اعلامية عن شهود عيان قولهم إن أكثر من 150 ألف شخص شاركوا في جنازة قتلى «أطفال الحرية»... كما أشارو الى أن قوى الأمن غابت عن المدينة بالكامل. اضراب شامل وذكر موقع «دي برس» الإلكتروني السوري أن المدينة شهدت اضرابا عاما شل حركتها بالكامل باستثناء الصيدليات ودخلت حدادا بثلاثة أيام. وأضاف أن المتظاهرين أقدموا على احراق مكتب حزب البعث في «حماة». وفي بلدة «جسر الشغور» قتل 3 مدنيين أمس برصاص الأمن خلال مظاهرة في البلدة الواقعة شمال غرب سوريا. من جانبها أكدت وكالة «يونايتد برس» ان خمسة من عناصر الأمن السوري قتلوا الليلة قبل الماضية فيما أصيب 15 مدنيا بجروح خلال مصادمات بين المتظاهرين وعناصر الأمن في بلدة «دير الزور» وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ان عشرين مواطنا وعددا من قوات الأمن والشرطة استشهدوا وأصيب العشرات برصاص مجموعات مسلحة استغلت تجمعات المواطنين في عدد من المناطق وأطلقت النار على المدنيين وقوات الشرطة والأمن، حسب قول الوكالة. تدويل الأزمة في الأثناء، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية ان بلاده قلقة من محاولات الغرب اضفاء صفة دولية على الأحداث الجارية في سوريا. وأضاف: يقلقنا اصرار قسم من شركائنا الغربيين على تدويل الأوضاع في سوريا مشيرا الى أنه على المجتمع الدولي دعوة الأطراف المتنازعة في سوريا والبلدان الأخرى في المنطقة الى التزام الهدوء وضبط النفس. وأكد أن محاولات تسييس الأوضاع الداخلية لهذا البلد أو ذاك والتي تتطور بشكل غير مريح سوف تودي الى تشديد مواقف الأطراف المتنازعة وبهذا نبتعد عن امكانية التسوية أكثر. من جهته، لوح المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أن الاحتجاجات الجارية في سوريا تتم بتحريض من أمريكا والصهاينة معتبرا أن الثورات في اليمن وليبيا والبحرين ستنتصر في نهاية المطاف. وقال خامنئي في الذكرى السنوية الثانية والعشرين لرحيل الإمام الخميني ان ما جرى في شمال افريقيا والشرق الأوسط سيعيد كتابة التاريخ. واستدرك بأن سياسة الدول الغربية في ليبيا تكمن في اضعاف ليبيا وزجها في حرب أهلية من أجل السيطرة على ثرواتها مضيفا أن القضية في البحرين ليست قضية طائفية وإنما هي سلب حقوق مواطن في وطنه. وأضاف أن دخول القوات السعودية الى البحرين جاء بضوء أخضر من الادارة الأمريكية وعلى هذا الأساس فإن الأمريكان يتحملون ما يجري هناك. وقال في هذا السياق: الأمريكيون لن يقدموا على شيء لخدمة شعوب المنطقة. في هذه الأثناء عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلقها الشديد حيال انقطاع الانترنت في سوريا طيلة يوم الجمعة الفارط.