شهدت ولاية سيدي بوزيد في الفترة الفاصلة بين شهر ماي المنقضي وبداية شهر جوان الجاري نزول كميات هامة من الأمطار استبشرت بها العائلة الفلاحية الموسعة لأنها جاءت في الوقت المناسب الذي تحتاج فيه حبات الزيتون إلى النمو وصابة اللوز إلى النضوج وكذلك الخضر والغلال الصيفية كالدلاع والبطيخ والتين والهندي. وقد تراوحت كميات الأمطار الأخيرة التي هطلت في أغلب المناطق الجنوبية الشرقية بجهة سيدي بوزيد عشية الثلاثاء 7 جوان الجاري بين مليمتر واحد بالمكناسي و18 مليمترا بسيدي بوزيدالشرقية وقد كانت كميات الأمطار غزيرة بمنطقة الفائض حيث وصلت إلى 47 مليمترا خلال فترات متقطعة على امتداد أكثر من ساعة وقد كانت هذه الأمطار مرفوقة بالبرد في أحجام متفاوتة أثرت سلبيا على بعض الثمار على رؤوس أغصان الأشجار وبعض الخضر الورقية. وكان لمياه السيلان المنسابة عبر الأودية والجداول المتصلة بالجبال في هذه المناطق أن حطمت الطوابي وجرفت أتربتها وكدستها في الطرقات الريفية التي تعطلت بها حركة المرور إلى حدود صبيحة الأٍربعاء حيث اضطر العديد من سكان بعض هذه المناطق الذين تواجدوا قبل نزول الأمطار خارج مقر سكناهم إلى المكوث والبقاء في أماكنهم أوحاولوا الاقتراب من منازلهم عبر الطرقات المعبدة وتركوا سياراتهم في المنازل القريبة من المعبد وواصلوا سيرهم على الأٌقدام. كما أحدثت بأغلب الطرقات حفرا متفاوتة العمق منعت مستعمليها من عمال وتلاميذ ومربين من الوصول إلى مقراتهم بسهولة حيث تأخروا أثناء العودة ليلة الثلاثاء الماضي وبكروا صبيحة الأربعاء للالتحاق بمراكز أعمالهم ليستقلوا سيارات النقل الريفي في أول محطة على المعبد. حالة طرقات المناطق التي تغلب عليها التربة الطينية والتي تحيط بها الجبال أصبحت رديئة جدا ولم تحظ بعناية أوصيانة منذ خريف 2010 (قبل اندلاع ثورة الحرية والكرامة) وهو ما زاد في قلق وحيرة أهالي المناطق الريفية وتذمرهم من هذه الطرقات التي تسببت في العديد من الكوارث في العهود الماضية. وبهذه المناسبة يطالب الأهالي في مختلف المناطق الريفية التابعة لولاية سيدي بوزيد بالتعجيل بتعبيد هذه الطرقات وصيانتها في أقرب الآجال علما وأن عدة طرقات تنتظر الأشغال النهائية من طرف المقاولين الذين أشرفوا على إعدادها ولكنهم توقفوا ولم يعودوا لإتمامها كما يطالبون من مصلحة الطرقات أن تشرف على دراسة تهيئة وتعبيد بقية الطرقات التي تحتاجها الجهة في الحراك الاقتصادي بها وظلت مهمشة ومسكوتا عنها في السابق رغم أهميتها ودورها الفعال في ربط الجهة ببقية الجهات التونسية الأخرى وتيسير حركة المرور داخل مناطق الولاية