أظهرالكرسي الفارغ الذي تركه ممثل الحكومة الليبية في اجتماعات أوبك المفارقة الخطيرة التي يعاني منها النظام الليبي نتيجة انشقاق المسؤولين عنه. ولم يشارك اي ممثل عن النظام الليبي في افتتاح الاجتماع الوزاري لدول منظمة اوبك في فيينا صباح أمس. وكان من المفترض ان يقوم عمران ابو كراع الرئيس السابق لشركة الكهرباء الليبية بتمثيل بلاده، بحسب مصدر مقرب من منظمة الدول المصدرة للنفط أوّل أمس، لكن انشقاق عدد من المسؤولين الليبيين فور سفرهم الى الخارج يكون ربما وراء الغاء مشاركته. وتزداد عزلة نظام القذافي في التجمعات الدولية ويخسر مواقعه لصالح الثوار الذين يتجولون في كل مكان لعرض قضيتهم. واعلن عدد من المسؤولين الليبيين انشقاقهم فور مغادرتهم التراب الليبي في مهمات رسمية او خاصة مثلما هو الحال لأحمد قذاف الدم الموفد الخاص للقذافي بعد سفره الى مصر ووزير الخارجية موسى كوسا الذي توجه الى لندن ومن ثم الى قطر، وآخر المنشقين وزير النفط شكري غانم المتواجد حاليا في ايطاليا. وأعلنت البعثة الليبية لدى الأممالمتحدة أن وزير العمل الليبي الأمين منفور انشق عن نظام معمر القذافي خلال وجوده في جنيف لحضور اجتماع منظمة العمل الدولية، لتؤكد بذلك معلومات صحفية في هذا الصدد. وفي فيفري الماضي، خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان حول ليبيا، انشق الدبلوماسيون في البعثة الليبية خلال الجلسة وسط تصفيق أعضاء المنظمة الدولية. ويتخوف النظام الليبي من ان تتكرر حالات الانشقاق التي تؤدي الى تقوية صف المعارضة في بنغازي. واكد رئيس الاركان المشتركة في الجيش الامريكي مايك مولن ان عزلة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تزداد، لكن حلف شمال الاطلسي مستعد لحملة عسكرية طويلة. وقال الجنرال مولن خلال فطور عمل مع الصحافيين «هناك من وجهة نظري علامات، بالطبع خلال الايام القليلة الماضية، على أن عزلة القذافي تزداد يوما بعد يوم». واشار مولن الى انشقاق وزير النفط شكري غانم وهو من رموز النظام، وقال انه تلقى تقريرا ان مجموعة من «الضباط الشباب» انشقوا عن القذافي. وانشقاق المسؤولين دليل جديد على «تشتت» الطبقة السياسية المحيطة بالقذافي، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية.