اعتبر الغرب أن أيام العقيد الليبي معمّر القذافي في الحكم باتت «معدودة» وذلك خلال اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في أبو ظبي والذي يبحث بصراحة عن «مستقبل البلاد دون القذافي» فيما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن أشخاصا مقربين من العقيد الليبي يجرون اتصالات مع عدد من المحاورين الدوليين بشأن احتمال انتقال السلطة. في المقابل هدد النظام الليبي يدعم حركات الانفصال في أوروبا ومساندة «عودة» جزيرتي لامبيدوزا وبانتلريا الى تونس. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس في افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا ان أيام القذافي «معدودة» ورحيله عن السلطة بات حتميا. ليبيا ما بعد القذافي وأضافت: نحن نعمل مع شركائنا الدوليين في اطار الاممالمتحدة للتحضير لما هو حتميّ: «ليبيا ما بعد القذافي». وأكدت أن هناك العديد من المناقشات المستمرة التي يجريها أشخاص مقرّبون من القذافي حول احتمال انتقال السلطة. كما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان حكم القذافي شارف على النهاية داعيا الى تسهيل الوصول الى حل سياسي يبدأ مع رحيل العقيد وأشار فراتيني أمام ممثلي حوالي 40 دولة ومنظمة في الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الى أن الليبيين أثبتوا للعالم عزمهم على القتال من أجل الديمقراطية والحرية معتبرا أن الانشقاقات الاخيرة شكلت صفعة قوية للآلة الدعائية للنظام وأثبتت أنه حتى الدائرة الضيقة حول العقيد لم تعد تثق بقدرته على السيطرة على البلاد. ودعا «الشركاء الدوليين» حسب تسميته الى الحفاظ على الزخم قائلا: يجب ان نبقى مركزين وموحدين حتى لا نعطي للقذافي أية فرصة للتقدم مجددا. وأضاف أن أولوية التحالف الدولي تكمن في التوصل الى وقف لاطلاق النار عقب رحيل القذافي معتبرا ان تنحي العقيد تمثل اللحظة المركزية للبدء في عملية سياسية شاملة تؤسس لمصالحة ومشاركة كاملة لسائر مكونات المجتمع. مجموعة الاتصال وتخللت هذه التصريحات الامريكية والايطالية أعمال مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا والتي يشارك فيها ممثلو 40 دولة ومنظمة بينهم وزراء خارجية 20 دولة تشكل «مجموعة الاتصال». وبحسب بيان الخارجية الاماراتية فإن الامارات تعتزم من خلال الاجتماع الثالث للمجموعة تقديم الدعم اللازم للمجلس الانتقالي الذي أثبت، وفق البيان، أنه ممثل فعال للشعب الليبي داعيا المجلس الى الاستمرار في التواصل مع كافة مكوّنات الشعب الليبي الشقيق في سائر المناطق. وتعمل مجموعة الاتصال على وضع الآلية المالية المؤقتة موضع التنفيذ وهي أداة حاسمة تسمح للمجلس الانتقالي بتلقي وإدارة الأموال لتغطية النفقات الاساسية الضرورية والحفاظ على الخدمات العامة والأوضاع المعيشية الاساسية للشعب الليبي. ودعا وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد كل الدول العربية الى الانضمام الى مجموعة الاتصال وفي ذات السياق، تعهدت ايطاليا بمدّ المجلس الانتقالي لما يصل الى 400 مليون أورو (586.1 مليون دولار) نقدا ونفطا بضمان الاصول الليبية المجمدة. بدورها، أعلنت موسكو استعدادها المشاركة في أية عملية عسكرية تجرى في ليبيا في حال اقرارها من طرف مجلس الأمن. وقال فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي ان بلاده لم تكن تعتزم المشاركة في مثل هذه العملية ولكنها تعرب اليوم عن استعدادها للمساهمة في أية قوات لحفظ السلام في ليبيا. وأضاف ان مجلس الاتحاد الروسي سيوافق فورا على أي طلب للرئيس الروسي بهذا الشأن مشيرا الى أن قوات بلاده تملك خبرات واسعة في مجال حفظ السلام تحت رعاية الأممالمتحدة مثلما سبق وحدث في «البوسنة والهرسك» وفي «مقدونيا» و«كوسوفو». تهديد ليبي وفي مقابل هذه التحركات الدولية، هددت طرابلس باجراء اتصالات مع الحركات الانفصالية المطالبة بالاستقلال في عدد من الدول الاوروبية. وقالت وزارة الخارجية الليبية ان زيارات مسؤولي بعض الدول الى الجزء الشرقي من ليبيا أعطى الحق للشعب الليبي في مباشرة اتصالهم بالحركات المطالبة بالاستقلال في «جزر الخالدات» وبتحرير «سبتة ومليلية» وبالتحالف مع اقليم «الباسك». ووصفت الخارجية الليبية تلك الزيارات ب «المشبوهة» و«المريبة» مضيفة أنها تعطي الحق لليبيين في دعم استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وجزيرتي «لامبيدوزا» و«بانتلريا» عن ايطاليا وعودتهما الى وطنهما الأم تونس. وأضافت أن زيارات المسؤولين الاوروبيين للجزء الشرقي بمثابة دعم ل «جماعات انفصالية متمردة» تحت ذرائع واهية مما يعطي الحق لليبيين بالتحالف مع اقليم «كورسيك» جنوبي فرنسا لدعم مطالبه في الاستقلال ودعم «الثوار» في اقليم «كازامنس» بالسينغال المطالبين بالانفصال.