زمن الثورة لم ينطفئ فانوس واحد لا في بيوتنا ولا في شوارعنا وأنهجنا ليلا لأنه لو حدث وانقطع التيار الكهربائي خلال تلك المدة الحساسة ما كانت الأمور ستجري على النحو الايجابي، فلو غرقت البلاد في الظلام الدامس وانعدمت الطاقة الكهربائية لدى القطاعات الاقتصادية المختلفة لفشلت الثورة لكن الشركة التونسية للكهرباء والغاز نجحت في إنارة طريق الثائرين حين استنفرت أعوانها ليلا نهارا لتأمين تزويد البلاد بالكهرباء وحماية المولدات من اي استهداف. مسؤولون ب«الستاغ» شرحوا لنا الوضع وفسروا لنا ايضا سبب رفض فئة من الحرفاء خلاص الفواتير خلال مارس الفارط وكيف نجحت الشركة في تهدئة الخواطر رغم الصعوبات الجمة التي تعرّض لها أعوانها في أماكن مختلفة. نعم، لم يكن لشركة «الستاغ» الا هدف واحد، وهو تأمين وصول الكهرباء لجميع الحرفاء واستمرار تزويد البلاد بالطاقة الكهربائية في وقت حسّاس للغاية : أيام الثورة الشعبية المباركة، هذا ما أكده لنا مسؤولون مختصون بالشركة موضّحين أن الادارة جنّدت الاعوان في مختلف الأقاليم للقيام بهذه المهمة، وقد ظل كثير من أعوان التدخل مرابطين لأيام في مقرات أعمالهم ولم تتسن لهم العودة الى منازلهم لتدارك أي عملية في انقطاع التيار الكهربائي اضافة الى الحراسة واليقظة التي كانت تحدو الجميع مخافة حدوث استهداف يحرم البلاد من التيار. الأسعار لم ترتفع لأجل ذلك (يقول المسؤولون الذين تحدّثوا الينا) لم يقع العمل برفع العدّادات في تلك الفترة الامر الذي جعل (فاتورة أفريل) تأتي مضخمة بعض الشيء (4 أشهر) باعتبارها تحمل المعاليم السابقة المتخلدة بالذمة وهذا ما نسيه المواطنون او تناسوه في غمرة الثورة الساخنة حتى أنه هناك من ادعى ان أسعار الكهرباء قد ارتفعت وهذا لم يتم. ادارة الشركة وللاعتبارات السالفة لاحظت تلكّؤا في خلاص الفواتير، وسجلت خلال شهر مارس الماضي (2011) انخفاضا في التسديد وصل الى نحو 30٪ مقارنة بشهر مارس (2010). اجراءات عملية يقول محدّثونا إن الادارة اتخذت في الإبان اجراءات حكيمة تماشيا مع الظروف الاجتماعية الاستثنائية وقتئذ بهدف تشجيع الحرفاء على تسديد ما عليهم، ومن تلك الاجراءات: حملة تحسيسية لتوضيح سبب تضخم فاتورة الكهرباء واعفاء الحرفاء (فاتورة أفريل) من تسديد معاليم التأخير عن الدفع: (ديناران) ومعلوم التنقل: (6 دنانير) ومعلوم قطع التيار: (15 دينارا) اضافة الى تمكين أولئك الحرفاء من تسهيلات في الدفع تمتد لأربع مرات. هذه الاجراءات بحسب المسؤولين بالشركة مكّنت من تحسن ملحوظ في خلاص الفواتير بنسبة تزيد عن 20٪ وهو ما يعني ان المواطن تفهم أخيرا الوضع. وبسؤالنا عن معلوم الاداء على التلفزة أجاب المسؤولون بالشركة ان ذلك الأداء الى زوال في انتظار بعض الاجراءات المرتبطة مع الأطراف المتدخلة.