ثورة 14 جانفي التي اندلعت من أجل الحرية والكرامة لم تكن حافزا فقط لتغيير المنظومة السياسية والاجتماعية بل كانت دافعا قويا لتنشيط القطاع الفكري الثقافي حيث ظهرت عدة كتابات جديدة وكتاب جدد أطلقت الثورة سراح أقلامهم ونزعت عنهم قيود الكتابة وهو ما يشجع الناشرين الأجانب على تبني هذه الكتابات ولعل أبرزها دار «سيفرا تاز» الفرنسية للناشر «جوليان بيشار» الذي سيكون له موعد مع الصحافة التونسية غدا السبت 11 جوان 2011 لتقديم أول كتاب عن الثورة التونسية أنجزته أكبر دار للنشر بفرنسا، وكتب بأقلام تونسية شابة كانت شاهدة على نظام بن علي وعايشت أحداث الثورة عن قرب هذا الكتاب احتار له أصحابه عنوان «إرحل، إرحل، إرحل قالوا إرحل». «Dégage- Dégage - Dégage ils ont dit dégage» عنوان من وحي الثورة ومن حناجر الشعب ومن محبة كبيرة يكنها الناشر «جوليان بيشار» لتونس حسب ما صرح به ل«الشروق» في لقاء كشف فيه عن أفكار تمخصت بداخله ومشاعر تدفقت من كيانه فكان نتاجها هذا الكتاب. عوامل مشخصة يقول جوليان بيشار بالرغم من أني فرنسي لم أشعر بالخوف وعشت الثورة مع الشعب التونسي لكن لم أفكر في البداية في هذا الكتاب الا أن الأحداث التي تسارعت هروب بن علي وارتفاع عدد الشهداء في الجهات وتحرر الكتابة والاعلام... كانت من جملة العوامل الدافعة لانجاز هذا العنوان الذي يعتبر عصارة جهد جماعي. وما يميز هذا الكتاب يؤكد «جوليان بيشار» تعدد الرؤى والشهادات الحية التي تحولنا اليها في الولايات الداخلية التونسية والعودة الورائية لأحداث حصلت في عهد المخلوع. مع مجموعة من الصور الخاصة بالثورة وعدد الشهداء وأسماءهم والجهات التي ينتمون اليها... كل هذا الجوانب مفصلة تكتشفونها في الكتاب يضيف «جوليان بيشار» الى جانب التركيز على الإعلام التونسي وما كان يعانيه في عهد بن علي وكيف تحرر بعد الثورة. الناشر الفرنسي يقول انه من خلال هذا الكتاب سوف يكتشف التونسي ثورته عبر الصور، والشهادات الحية التي كانت في عمق الحدث.