تعيش الاحزاب الوطنية المعارضة بصفاقس وربما أكثر من غيرها من الجهات في هذه الفترة على وقع حمى الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ارتفعت حرارتها مع بداية العد التنازلي لاقتراب الموعد السياسي الهام في تاريخ تونس الحديث. فإعلان محمد علي الحلواني من صفاقس ترشحه للانتخابات الرئاسية في اطار ما اصطلح عليه ب» المبادرة»، أدار الأعناق في هذه الفترة الى مدينة صفاقس التي تتمتع بوزن له أهميته في تشكيل مرتكزات برامج الاحزاب ومكوناتها واستقرارها وكانت قد شهدت في مواعيد انتخابية سابقة نية أحد أبنائها الترشح للانتخابات الرئاسية. ولئن تحولت «المبادرة» التي يقف وراءها بعض الوجوه المستقلة الى الموضوع الرئيسي في الشارع السياسي بصفاقس باعتبارها جاءت تأكيدا للتوجه الديمقراطي الذي راهنت عليه سياسة البلاد منذ التغيير، فإنها لم تحجب الحديث عن الانتخابات التشريعية وقوائم الأحزاب المعارضة التي حسمت بعضها والتي مازال البعض الآخر يتصدر حديث الشارع السياسي وسط تكتلات وتحالفات خفية ومكشوفة. فبعد إعلان كل من «الوحدة الشعبية» و»الاجتماعي التحرري» عن رؤساء قوائمهما في جامعتيهما بصفاقس الشمالية والجنوبية طفح الحديث في هذه الفترة عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بعد تحمل السيد أحمد الإينوبلي حقيبة الأمانة العامة للحزب الذي شهد في السنة الأخيرة العديد من المبادرات لتوحيد جامعتيه الشمالية والجنوبية بصفاقس في إطار التمهيد للانتخابات التشريعية، لكن محاولات الإبقاء على جامعة واحدة وكما هو معلوم لم يتحقق بل وخلّف حالات من الانقسامات السرية قد تنكشف مع موعد الانتخابات. فحتى إعلان «الوحدوي» في اليومين الأخيرين عن نيته في ترشيح النواب الحاليين لم يغلق باب الحديث عن رؤساء القائمات بصفاقس باعتبار أن النائب الطيب الفقي تمّ ترشيحه عن القائمة الشمالية ويبقى الباب مفتوحا على مصراعيه مع القائمة الجنوبية التي يشغل فيها السيد منجد مزيد خطة الكتابة العامة والتي أسالت لعاب العديد من الأعضاء أملا في رئاسة قائمتها. الشأن لا يختلف كثيرا مع حركة «التجديد» التي يرى بعض المراقبين أنها ستبقي على النواب الحاليين، فلئن تمّ ترشيح النائب الحالي السيد ثامر ادريس بصفة نهائية تقريبا، فإن القائمة الثانية بصفاقس تبقى مفتوحة للعديد من الاحتمالات خلافا «للديمقراطي التقدمي» الذي يحرص الى حد الآن على التكتم الشديد عن القائمات ورؤسائها. حركة «الديمقراطيين الاشتراكيين» تشهد في هذه الفترة تململا كبيرا بصفاقس بعد أن راجت بعض الأخبار تفيد أن الأمين العام السيد اسماعيل بولحية يسير في اتجاه ترشيح وجهين من الجهة دون استشارة القاعدة بصفاقس، وباتصالنا بالنائب محمد عبيد أفاد أن صفاقس تعجّ بالطاقات والاطارات والكفاءات الشابة لكن الخيار يبقى بيد الأمين العام الذي من غير المستبعد أن يعلن في هذين اليومين عن رئيسي قائمتي صفاقس.