المجلس الأعلى للثقافة هو مطلب جديد ينضاف الى جملة المطالب التي نادى بها المثقفون ما بعد الثورة لكن هذا المجلس يعد من أهم المطالب التي يسعى أهل الثقافة الى تحقيقها على اعتبار أن المجلس الاعلى للثقافة سوف ينظّم القطاع حسب رأي بعض المثقفين والفنانين وسيقدّم الحلول الكفيلة بالاصلاح والنهوض بجل القطاعات. هذا المجلس الذي أراده جل المثقفين أن يتكوّن من رجالات الثقافة مازال ملفّه على مكتب الوزير ولم يتم الاتفاق عليه بعد لذلك فإن لبعض المثقفين والفنانين التونسيين آراء وتصوّرات لهذا المجلس الأعلى للثقافة حسب تصريحاتهم ل «الشروق». إعداد نجوى الحيدري المسرحي سليم الصنهاجي: المجلس يصنع الثقافة والوزارة تخدمها المجلس الأعلى للثقافة مطلب شرعي سوف يجد الحلول بكل القطاعات الثقافية ونحن نطالب أن يكون متكوّنا من رجالات الثقافة حتى تكون الأمور تحت رعايتهم واشرافهم وهم من يتحملّون مسؤولية نجاحاتهم وأخطائهم. وهذا المجلس يجب أن يخدم كل الشرائح لتمثيل الأشخاص من فنانين ومثقفين وكل الجهات الفاعلة في الثقافة . الوزارة مهمتها إدارية تننظيمية وليس باستطاعتها القيام بأكثر من واجبها. فهي تخدم الثقافة ولا تصنعها وصناعة الثقافة هي من مسؤولية المجلس الأعلى للثقافة الذي سيخطّط ويدرس الحياة الثقافية. السينمائي الناصر القطاري: الاصلاح يبدأ من الفكر والتصرّف الفكرة التي تبادرت إلى ذهني منذ بداية ثورة الشعب التونسي التي كانت بمثابة الزلزال على جميع المستويات والتي غزت البلدان الأخرى أن هذه الثورة التي طالبت بالحرّية والكرامة والديمقراطية لم تحدثها زعامات ثقافية أو سياسية أو ايديولوجية. لذلك أتمنى كمثف أن تقع في بلادنا ثورة ثقافية يقوم بها المثقفون ويثورون أولا على تفكيرهم وأنفسهم ثم ينظرون الى ملامح التغيير لأن الثورة لها شروطها وقيودها وتصوّرات يطول شرحها. لكن يسهل على المثقفين الوطنيين تصور هذه الثورة فيرونها من خلال المنابر أو المجالس. أما الحقيقة فهي خلاف لذلك لأن الاصلاح يبدأ من الفكر والتصرف والنفس. منصف الوهايبي: لابد من الالتزام بالقواعد أنا مع بعث المجلس الاعلى للثقافة شريطة أن يلتزم بقواعد التعامل الديمقراطي وهذا يقتضي من جملة ما يقتضي أن يكون المجلس منتخبا وأن يكون هناك قانون ينظّم هذه الانتخابات ولكن السؤال المربك حقا هو كيفية المشاركة في هذا المجلس فإذا فوّضنا الأمر الى الأفراد فلا شكّ أن مشروعا كهذا سيقضى عليه في مهده خاصة أن كثيرين هم من المحسوبين على الفنون عامة. وإذا فوّضنا الأمر الى النقابات فإن الخوف أن تكون هناك حسابات كما هو الشأن في كل عمل نقابي وعليه أنا أقترح قبل بعث هذا المجلس تكوين لجنة تعدّ له كأن نتخيّر شاعرا او شاعرين وروائيا او روائيين وما الى ذلك في سائر القطاعات الاخرى كالمسرح والسينما والفنون التشكيلية. المسرحي توفيق العايب: مطلب ايجابي سيبعدنا عن البيروقراطية القطاع الثقافي يعاني من التهميش في تونس لذلك فإن هذا المجلس الأعلى للثقافة يعدّ مطلبا ايجابيا لكن لا بدّ أن يضم أهل القطاع ممّن يمارسون المهنة سواء في السينما أو المسرح أو الفن التشكيلي أو الموسيقى. ومن الضروري أن يكون هؤلاء واعين بمشاكل القطاع ويمثلون هياكلهم عن وعي وثقافة ويصيغون آراءهم بطريقة مقنعة ونافعة بعيدا عن البيروقراطية ومفهوم الادارة. وأتمنى أن يرتقي هذا المجلس بالثقافة في تونس ليكون لديها وزنها وموقعها لأنها واجهة البلاد.