يتوجه 50 مليون ناخب تركي إلى 200 ألف صندوق اقتراع لانتخاب برلمان جديد اليوم الأحد، وسط احتدام المنافسة بين 7492 مرشحا من 15 حزبا، إضافة إلى 203 مستقلين عن 85 منطقة انتخابية وفقا للمجلس الأعلى للانتخابات التركية. وتشير استطلاعات الرأي إلى استمرار تفوق حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي على منافسيه من أحزاب الشعب الجمهوري والحركة القومية بعد حصوله في استطلاع أجراه مركز إيكسارا على 45.5 ٪ من الأصوات، بينما حصل الشعب الجمهوري على 30.5 ٪ وحصلت «الحركة القومية» على 13.1%. ويشترط في الانتخابات التركية حصول أي حزب على 10% من الأصوات على الصعيد الوطني لدخول البرلمان. وللالتفاف على هذا الحاجز، قدم أكبر حزب كردي، حزب السلام والديمقراطية، مرشحين مستقلين ينضمون بعد الانتخابات تحت لواء حزبهم في البرلمان. وفي حالة فوز العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة سيكون الحزب الأول، وربما الوحيد، منذ بدء التعددية السياسية في تركيا الذي ينجح في تشكيل ثلاث حكومات متتالية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية أعوام 2002 و2007. ورجحت استقالات ستة من كبار المرشحين من أعضاء حزب الحركة القومية من كفة حزب أردوغان وأحدث ذلك حالة من الارتباك في صفوف حزب القومية الذي عانى مؤخرا صدمة كبرى باستقالة أحمد توركش، نجل مؤسس الحزب وزعيمه الراحل ألب أرسلان، وانضمامه إلى العدالة والتنمية. كما عززت الأشرطة الفاضحة التي تم تداولها لعدد من قيادات حزب القومية في رفع أسهم حزب أردوغان كونها تأتي قبيل الانتخابات بأيام قليلة وتتعلق تحديدا بنائب رئيسه المسؤول عن شؤون المرأة والأسرة. ويرجح كفة أردوغان اعتباره من أكبر الإصلاحيين، خاصة خلال فترة ولايته الأولى في 2002 وسعيه الدائم إلى إحلال الديمقراطية في المجتمع التركي في وجه النفوذ السياسي للعسكر، إلا أن فشله في إنهاء التفاوض حول انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي بات يعمل ضده حتى أن بعض الأتراك أصابهم الملل من هذه الإشكالية.