اشتبكت أمس القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي مع قوات الثوار في «بلدة الزاوية» 60 كيلومترا غرب العاصمة مما تسبب في قطع الطريق السريع الذي يربط العاصمة طرابلسبتونس ومما أودى أيضا بحياة 120 عنصرا من الطرفين فيما كشفت تقارير بريطانية أمس أن العقيد الليبي معمر القذافي يختبئ في متاهة ضخمة من أنفاق المياه في الصحراء يصل عمقها الى نحو 182 مترا تحت الأرض، في محاولة يائسة منه للبقاء على قيد الحياة , على حد قولها . وقال ساكن ببلدة الزاوية ان «الوضع سيء للغاية. يدور قتال ضار منذ الصباح بين قوات القذافي والثوار». ونقلت مصادر اعلامية مطلعة أن الاشتباكات الضارية أودت بحياة 100 عنصر من الكتائب و20 من الثوار مؤكدة أن طائرات «الأطلسي» قصفت تجمعا عسكريا قادما من العاصمة طرابلس نحو «الزاوية». «الناتو» يضرب من جديد وشنت مقاتلات «الأطلسي» هجمات عنيفة جديدا على طرابلس امتدت طوال ساعات الظهر والمساء . وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان «المعتدين الامبرياليين» قصفوا عدة مواقع في العاصمة الليبية وحولها وفي بلدة يفرن ثم عرض لقطات أطفال جرحى في الغارات الجوية السابقة لحلف الاطلسي. وقال المتحدث باسم الثوار أحمد باني ان معاونا رفيعا لمعمر القذافي اصيب بجراح في غارة جوية لحلف الاطلسي على مدينة قرب طرابلس الليلة قبل الماضية وانه يجري علاجه في المستشفى. وأضاف ان المعاون المصاب هو «الخويلدي الحميدي» وهو عضو مجلس قيادة الثورة وان ابنته متزوجة من احد ابناء القذافي. ويسيطر الثوار على شرق ليبيا ومدينة مصراتة في الغرب ومنطقة جبلية بالقرب من الحدود مع تونس. ويسعى الثوار الى تطويق العاصمة وعزلها وهو هدف سيتعزز اذا سيطروا على الزاوية. «الزنتان» تحت نيران الكتائب بدوره ,أكد متحدث باسم المعارضة الليبية في بلدة الزنتان ان قوات الحكومية شنت هجوما بنيران المدفعية على البلدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل . وأضاف عبد الرحمان عبر الهاتف «وصل عدد الشهداء الى خمسة. أصيب 21 شخصا وهم في المستشفى. القصف واطلاق النيران مستمران.» وتقول المعارضة ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تطلق قذائف وصواريخ غراد روسية الصنع على البلدة في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس منذ صباح أمس . وأكدت مصادر اعلامية مطلعة انه بعد فترة هدوء في القتال في الغرب بدأت القوات الموالية للقذافي التي تحاصر مصراتة قصف ميناء البلدة . ونقلت عن مصادر الثوار قولهم ان أكثر من 70 شخصا قتلوا الجمعة الفارط في قصف شنته الكتائب ضد المدينة. وقال طبيب بمستشفى الحكمة ان 31 شخصا قتلوا وان 110 جرحوا في قصف القوات الموالية للقذافي. القذافي يتحصن ب«النهر الصناعي» في غضون ذلك قالت صحيفة «صنداي ستار» البريطانية ان القذافي لجأ الى الاختباء تحت الأرض لتجنب غارات مقاتلات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد تعرضه الى وابل من الضربات الجوية. واضافت أن الأنفاق التي يبلغ عرضها نحو 4 أمتار مصنوعة من مقاطع من الأنابيب الخرسانية زنتها 75 طنا ويصل عمق بعضها الى نحو 182 مترا تحت الأرض، وهي جزء من مشروع النهر الصناعي العظيم الذي بناه القذافي في الثمانينات بكلفة 20 مليار جنيه استرليني، ويُعد أكبر وأغلى مشروع من نوعه في التاريخ وصُمم لاستخراج المياه من عمق 762 مترا تحت الصحراء ونقلها الى المدن والبلدات الليبية. واشارت الى أن الأنفاق تربط بين الصحراء وبين مقر القذافي في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدينة سرت مسقط رأسه، واستخدمها النظام الليبي كمعسكرات لقواته أو لتخزين المركبات والمعدات العسكرية . ونسبت الى مصدر أمني قوله ان «القذافي يختبئ تحت الأرض لانقاذ نفسه.. ولا يريد البقاء فوقها حيث يمكن استهدافه، وبدأ سلاح الجو الملكي البريطاني يستخدم قنابل خارقة للغرف المحصنة تحت الأرض». ويستخدم سلاح الجو الملكي البريطاني قنابل خارقة للتحصينات من طراز «بيفواي» الموجهة بأشعة الليزر والتي يبلغ طول الواحدة منها نحو أربعة أمتار لتدمير مراكز القيادة الرئيسية للعقيد القذافي، وكان استخدمها في غزو العراق في عام 2003.