لبلوغ أهداف الثورة وتحقيق السلام تنصحنا الامبريالية بالاقتتال والإنقسام. في واشنطن إلتقى أوباما الحكيم ونتنياهو الفيلسوف فنطقا الحكمة التالية: المصالحة الفلسطينية تهديد للسلام وعلى «فتح» و«حماس» العودة إلى الانقسام حتى تقبل إسرائيل بمواصلة مفاوضات الاستسلام لتحقيق سلام الأوهام. أما في بنغازي التقت كاترين أشتون منسقة السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي وحمامة السلام مع مصطفى بن عبد الجليل الثائر رئيس المجلس الانتقالي فقالت حمامة السلام لا للمفاوضات نعم للإقتتال سيأتيكم السلاح جوّا وعبر البحار المهم مزيدا من الدمار فالنفط كفيل لخلاص عقود الأعمار ومشروع مارشال فأجابها الثائر بن عبد الجليل النفط وفير والسلاح قليل فتكفلوا بالدمار ولكم عقود الاعمار ومشروع مارشال ودعونا نكمل المشوار وإلى باب العزيزية المسار فالكرسي في الانتظار. فهل بعد كل هذا الذي انبثق عن قمتي واشنطن وبنغازي بتاريخ 2352011 سيظل الثوار ومعهم الاحرار يوالون أمريكا شقيقة أوروبا لحماية الديار وتدعيم الثوار حتى لو كان ذلك مقابل النفط والدولار؟ وهل أن الثورة والحرية والسلام لا تنال إلا بالفتنة والاقتتال والانقسام؟ أم أن العبرة لم تأخذ من فلسطين المغتصبة والعراق الممزق والصومال المشتّت والسودان المقسم؟ إن التاريخ قد أثبت أنه من الزيف والأوهام تحقيق أهداف الثورة في الحرية والسلام بالاحتكام إلى أمريكا وأوربا ومؤتمرات التدعيم والسلام لأنها كلها أضغاث أحلام فالزيف بدأ من الأرض مقابل السلام ليصل إلى السلام مقابل الانقسام (أولا) والوهم انطلق من النفط مقابل الغذاء ليصل إلى النفط مقابل السلام وعقود الاعمال ومشروع مرشال (ثانيا). أولا : من الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل الانقسام. من النكبة إلى النكسة إلى النوم العميق ومن مؤتمر السلام المر بمدريد إلى اتفاقيات الذل بأوسلو وصولا إلى حرب الابادة بغزة سنة 2008 ظل مبدأ الأرض مقابل السلام هو شعار المفاوضات العربية الاسرائلية ويعني عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 لكن ظلت تلك المفاوضات استسلاما بحثا عن سلام الاوهام حتى جاءت الثورات العربية وانتظرنا لينة إسرائيلية إلا أن العكس قد حدث كيف لا والقمة الأمريكية الاسرائيلية طرحت مبادئ جديدة أهمها المصالحة الفلسطينية تهديدا للسلام ولا مفاوضات إلا بالعودة إلى الانقسام الذي كانت عليه فتح وحماس. المصالحة بين «فتح» و«حماس» تهديد للسلام في المنطقة هذا هو الموقف الأمريكي الإسرائيلي الرسمي وهو ضرب للمصالحة الفلسطينية التي احتضنتها القاهرة الثائرة وتجسيد لقول الله تعالى في سورة آل عمران {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها} فهل مازال من جدوى للاحتكام لأمريكا راعية السلام؟ العودة إلى الانقسام بين «فتح» و«حماس» شرط مسبق لمواصلة مفاوضات السلام مطلب إسرائيلي واضح وصريح الأمر الذي يجعل الفلسطينيين بين خيارين إما الحفاظ على المصالحة وتعثر مفاوضات السلام وإما العودة إلى الانقسام لمواصلة مفاوضات السلام وأظن أن خيارهم ما قال ربهم في سورة محمد عليه الصلاة والسلام : { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ...فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم} ثانيا: من النفط مقابل الغذاء إلى النفط مقابل السلاح وعقود الاعمار ومشروع «مارشال » لترميم الدمار. النفط والدولار والثوار الأحرار، الأممالمتحدة في العراق بدأت وأمريكا وأوروبا في ليبيا اليوم ليكملا المشوار، فمن نفط العراق مقابل الغذاء إلى نفط ليبيا مقابل سلاح الدمار وعقود الاعمار برزت في ليبيا خطة أمريكية أوروبية دعمتها جامعة الفرقة العربية ومنظمة الهيمنة الأمريكية لبلوغ أهداف الثورة وتحقيق الحرية يجب الاقتتال والانقسام فكان إذن في ليبيا، لا مفاوضات نعم للإقتتال وصفقات سلاح تغطي كثبان الرمال، فكلما كثر الدمار كثرت عقود الاعمار ونجح مشروع مرشال. لا للمفاوضات نعم للإقتتال وصفقات سلاح تغطي كثبان الرمال هذا هو قول الثوار الأحرار وأصدقاؤهم في أوروبا وأمريكا وما وراء البحار الذين نسوا قول العزيز الجبار في سورةالحجرات {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ...إنما المؤمنين إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون». كلما كثر الدمار كثرت عقود الاعمار ونجح مشروع مرشال وهكذا تتحقق الحرية بالنفط والدولار لذلك تعهد عبد الجليل قائد الثوار لكاترين أشتون حمامة السلام باسئثار الأطلسي بعقود الأعمال واقترح محمود جبريل منسق الثوار لدى أوروبا وأمريكا لوضع مشروع مارشال لإعادة الأعمار في بلده ليبيا التي هتكها الدمار. فلعنة الله على النفط والدولار وكرسي العار الذي من أجله بيعت أوطان وديار تحت شعار ثورة الأحرار وإلى باب العزيزية المسار. ٭ الأستاذ علي الهرابي (محام بسوسة وباحث في القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني)