لندن سيدني فرصوفيا (وكالات) أقرّ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بأن الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة ضدّ العراق كان غير شرعي ويتعارض مع الميثاق الأممي وأكد أن هذه الحرب لقنت منظمته والدول المشاركة في الغزو دروسا «مؤلمة».. وقد أثارت تصريحات عنان هذه «غضب» بعض الدول المؤيدة للحرب التي أصرت على «عنادها» وعلى موقفها المؤيد للغزو فيما زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الأممالمتحدة صوّتت للتدخل في العراق. وفي تصريحات وصفت بأنها «نادرة» قال عنان إن قرار الولاياتالمتحدة شنّ الحرب بدعم من بريطانيا لم يكن مطابقا لمجلس الأمن الدولي ولا لميثاق الأممالمتحدة الذي يشكل أحد أسس القانون الدولي. حرب... غير شرعية وصرّح عنان في مقابلة بثتها هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «أنا واحد من الذين يعتقدون أنه كان من الضروري صدور قرار ثان لمجلس الأمن للموافقة على الاجتياح الأمريكي الذي أطاح بنظام صدّام حسين». وردّا على سؤال حول ما إذا كان يعني بذلك أن الحرب لم تكن شرعية قال الأمين العام للأمم المتحدة «نعم إذا أردت قول ذلك». وأضاف «لقد قلت حين ذاك أن غزو العراق غير متطابق مع ميثاق الأممالمتحدة من وجهة نظرنا وغير شرعي من وجهة نظر الميثاق». وفي إشارة من جانبه الى الجهود الديبلوماسية المكثفة التي بذلت قبل الحرب قال عنان إن أمر الموافقة على الحرب وتحديد النتائج كان يعود الى مجلس الأمن الدولي. وتابع قائلا «إن حرب العراق لقنتنا دروسا مؤلمة.. للولايات المتحدة وللدول الأخرى الأعضاء وأعتقد أن الجميع خلص في النهاية الى أنه من الأفضل أن نعمل معا ومن خلال الأممالمتحدة». وقال إنه كان يتعين أن يكون اتخاذ قرار القيام بعمل عسكري في العراق صادرا عن مجلس الأمن وليس قرارا فرديا». وأضاف «آمل ألاّ نشهد عملية أخرى على غرار ما حدث في العراق بدون اقرار من الأممالمتحدة وتأييد أوسع من المجتمع الدولي». وحذّر عنان من جهة أخرى من مغبة ألاّ يكون العراق قادرا على الأرجح على تنظيم انتخابات في الموعد المقرر في جانفي المقبل إذا استمرّ الوضع الأمني على حاله. «غضب»... وجدل وقد أثارت تصريحات عنان هذه «غضب» بعض الدول المشاركة في الحرب على العراق وخصوصا بريطانيا وأستراليا وبولونيا بنيما قال الرئيس الأمريكي جورج بوش زاعما أن المنظمة الأممية صوتت لصالح قرار التدخل عسكريا في العراق. وفي تعليقها على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة قالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية أن موقف الحكومة البريطانية بخصوص غزو العراق كان قد أعلن عنه في السابق في اشارة بذلك الى أن هذه الحرب كانت ضرورية، وفق ما كان «يتبجّح» به طوني بلير. وقالت وزيرة التجارة والصناعة البريطانية باتريشيا هويت في هذا الصدد ان غزو العراق كان شرعيا وضروريا». ورفضت الحكومة الأسترالية من جهتها ب»غضب» تصريحات عنان التي قال فيها ان الحرب على العراق كانت غير شرعية كما اتهمت الأممالمتحدة بأنها «مشلولة». وجاء هذا الاتهام على لسان رئيس الوزراء الأسترالي الذي أصرّ على شرعية الحرب. وكما بريطانيا وأستراليا زعمت الحكومة البولونية أن الحرب كانت على أسس شرعية. وجدّدت باريس أمس رفضها للتدخل في العراق وأكدت أن موقفها في هذا الصدد لم يتغير على اعتبار أنه موقف مبدئي ويمليه الضمير..