كشف العقيد طيار صالح منصور العبيدي، المنشق عن النظام الليبي عزم ثوار ليبيا تحرير مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي، ومدينة طرابلس خلال هذه الأيام، بينما أبدى القذافي استعداده للبدء بمفاوضات مع ««الناتو»» والمعارضة حول مستقبل ليبيا، فيما نفت إيطاليا أي نية لتصفية العقيد. وأكد العبيدي الذي يعد أول ضابط في الجيش الليبي انشق عن نظام القذافي، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» أثناء وجوده في مدينة الإسكندرية أن «القذافي انتهى ولم تبق سوى أيام قليلة حتى يسقط نظامه، موضحاً أن هناك خلافات بين القذافي وأبنائه، تكمن في أنهم يريدون أن يتركوه ويهربوا خارج البلاد». وقال العبيدي «إن القذافي مختبئ تحت الأرض حالياً كما يتنقل بين مستشفى للولادة وإحدى الكنائس، حتى لا تستطيع قوات التحالف القضاء عليه». ونفى العبيدي الحصول على إمدادات سلاح من أحد، وأكد أن الثوار يجمعون سلاحهم من السيطرة على معسكرات تابعة لقوات القذافي ثم يطورونها، مؤكداً أن القذافي عرض عليهم أكثر من مرة الملايين من الأموال للتراجع، لكنهم رفضوا وأصروا على استكمال ثورتهم، التي اعتبرها «من عند الله». وفي سياق متصل، قال رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان إيليومجينوف أمس إن القذافي أبلغه في لقاء جمعه به نهاية الأسبوع الماضي باستعداده للبدء فوراً بمفاوضات مع حلف شمال الأطلسي («الناتو») وممثلين عن المعارضة في بنغازي حول مستقبل ليبيا. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن إيليومجينوف قوله للصحافيين في موسكو أمس إن القذافي قال في الاجتماع «أنا مستعد فوراً لبدء مفاوضات مباشرة حول مستقبل ليبيا مع قيادة حلف «الناتو» وممثلين عن بنغازي»، وأضاف أن الزعيم الليبي أبلغه انه لا ينوي مغادرة ليبيا، بل ويعتزم أن «يموت على أرض الوطن». وقال ان القذافي تساءل «في أي منصب يطلبون مني التنحّي فأنا لست رئيسا ولا رئيس وزراء ولا ملكا.. لا أشغل أي منصب في ليبيا ولذلك لا أملك أي موقع «لأتخلّى عنه». من جانبه قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس ان الوضع في ليبيا ليس في حالة جمود.. كما لم يفكّر أحد في تنظيف الساحة بالقنابل فهدفنا لم يكن قتل العقيد وعائلته. وأضاف «إن عمليات «الناتو» أنقذت الآلاف من الأرواح ونحن بحاجة الى حل سياسي لخروج هذا النظام من المشهد السياسي في ليبيا» حسب قوله. وتابع «إن المجلس الانتقالي الذي ينال يوميا الاعتراف من دول مهمة وآخرها ألمانيا طرح فكرة مصالحة وطنية تشمل منطقة طرابلس وسكانها باستثناء القذافي وعائلته وهو الشرط الأدنى خاصة أن المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (لويس مورينو أوكامبو) يطالب باعتقال القذافي. ومن جانبه عبر وزير الداخلية الايطالي روبارتو ماروني أمس عن أمله في أن تنتهي سريعا «مرحلة القنابل والتفجيرات» في ليبيا وأن يتمّ الانتقال الى التفاوض لتجاوز الأزمة سياسيا.