أصدر مجلس فرع المحامين بتونس اول امس قرار احالة على عدم المباشرة يهم عددا من المحامين العائدين من الجزائر، وجاء القرار «المفاجئ» في وقت اعتقد فيه الجميع ان ملف المعنيين قد انتهى وقد حُسم بذهاب الهياكل السابقة للمحامين وبأداء المحامين المشار اليهم لليمين ومباشرتهم لمهنتهم منذ 29 جويلية الفارط. السيد صلاح الدين الشكي رئيس فرع تونس للمحامين أشار ل «الشروق» أن الفرع قد قرّر في اجتماعه الاخير بناء على مراسلة من الهيئة الوطنية للمحامين تُطالب باصدار قرار بعدم الترسيم وباحالة على عدم المباشرة اعتبارا لايقاف التنفيذ الصادر عن المحكمة الابتدائية في خصوص ملف التعقيب الذي تقدّمت به الهيئة الوطنية السابقة برئاسة العميد البشير الصيد، وأشار الشكي الى أنه تعذّر على الفرع ابقاء «الزملاء المشار اليهم» في حالة مباشرة وأقرّ تطبيقا للقانون احالتهم على عدم المباشرة. وأكّد المتحدّث أن الهيئة الوطنية للمحامين هي المتعهّدة بالملف وأن الفرع لم يكن امامه اي خيار سوى اصدار القرار المشار اليه والذي ستجرى في خصوصه اجراءات الاعلام الى الوكيل العام والعميد قريبا ومن ثم لم يعد بامكان المحامين المشار اليهم ممارسة اي نشاط الى حين نظر المحكمة الادارية في اصل النزاع المضمّن في الملف التعقيبي. وأضاف رئيس فرع تونس ان الهيئة بامكانها ان تفعل ما تشاء في حين ان الفرع ليس امامه الا خيار وحيد اجراه في منتهى القانونية وبعيدا عن كل استهداف او اعتبارات شخصية. ومع اقراره بوجود اخطاء في مجريات ملف المحامين العائدين من الجزائر فإن رئيس فرع تونس قد أمل في أن تتم تسوية هذا الملف نهائيا وايجاد حل ملائم لذلك وقال انا شخصيا متعاطف مع الزملاء الذين تمّت احالتهم على عدم المباشرة لكن هناك قوانين وقرارات وهياكل لا يمكن تجاوزها او القفز عليها. من جهته استغرب المحامي الحبيب بن زايد احد المحامين الذين تمّت احالتهم على عدم المباشرة من ان يكون القرار المتخذ اول قرار للفرع في مدّته الجديدة كما أشار الى ان اول قرار استصدرته الهيئة الوطنية الجديدة برئاسة العميد عبد الستار بن موسى كان عدم الحضور معنا لدى المحكمة عند اداء اليمين. وتحدّث بن زايد «فوض» قانونية في ملفه وملف بقية زملائه وقال ان الهياكل التي تسعى الى الوقوف في وجه بعض منظوريها لا يمكنها ان تكون ابدا في خدمة المحاماة والمحامين وأضاف أن الاصل أن تكون هياكل المحاماة بعيدا كل البعد عن الاستثناءات والاقصاءات وتصفية الحسابات وان تبقى جميلة تدافع عن الحقوق لا أن تظلم عددا من المحامين التابعين لها وقال ان ذلك لا يشرف مهنة المحاماة.