٭ من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي الذهيبة الشروق : تسرّبت معلومات خطيرة من محاضر استماع الى ضبّاط ليبيين منشقين كانوا فرّوا الى تونس حول نوايا العقيد معمّر القذافي تجاه الثورة التونسية مما يؤكّد ما صرّح به الوزير الاول ورئيس الجمهورية في ما يتعلّق بالاخطار التي كانت تهدد ثورة تونس خاصة من الجانب الليبي. الضباط المنشقون قالوا إن ليلى بن علي زوجة الرئيس المخلوع كانت قد زارت العاصمة طربلس والتقت العقيد معمر القذافي ونبهته إلى خطر الثورة التونسية على حكمه. وردة فعل العقيد معمر القذافي تمثلت في إصدار أوامر للجيش الليبي بتشكيل فيالق من المرتزقة لضم 30000 عنصر للقيام بهجوم على تونس واجتياح العاصمة وإعادة الرئيس المخلوع إلى الحكم والالتفاف على الثورة. وقال هؤلاء الضباط إن العقيد القذافي أمر قادة هذه الفيالق بتدمير مدن سيدي بوزيد وقفصة والقصرين لرمزيتها وباعتبارها ولايات ساخنة و«بؤرا» للثورات والإحتجاجات لكن تسارع الأحداث في ليبيا وقيام ثورة 17 فيفري أحبطت هذا المخطط. الذهيبة ترتجف تطور الأوضاع واشتداد المعارك بين الثوار وكتائب القذافي بالقرب من الحدود مع تونس طيلة اليومين الأخيرين كانت لها تداعيات خطيرة على مدينة الذهيبة. فلقد تهاطلت طيلة يوم أمس عشرات القذائف منها صاروخ لم ينفجر ممّا دفع بوحدات من الجيش التونسي والحرس الوطني المختصّة في المتفجرات الى القيام بتفجيره خشية أن يحدث كارثة بين أهالي منطقتي الملس وسهل الرومان المتاخمتين لمدينة الذهيبة ومرة أخرى تصدق التوقعات بامكانية استهداف مدن الجنوب التونسي في أية لحظة من طرف كتائب القذافي. اضافة إلى ذلك أحرز الثوار يوم أمس انتصارا كبيرا تمثل في تحرير مدينة «تكوت» الواقعة على بعد 45 كلم من الحدود التونسية والبعيدة 7 كلم عن مدينة الغزاية والتي كانت تسيطر عليها كتائب القذافي منذ بداية الحرب وسقوط الغزاية بين يدي الثوار يعني تحرير المنطقة الغربية بالكامل والالتفات الى الجبهة الشمالية الشرقية التي تشمل الزاوية وزوارة وصبراطة وغريان وطرابلس. على أنّ أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى سقطوا يوم أمس في المعارك الضارية التي دارت على الحدود مع تونس التي مازالت تتحمّل لوحدها أعباء الحرب في ليبيا في تجاهل كامل من المجتمع الدولي لما يحدث على الضفة الغربية للحدود التونسية اي بمدينة الذهيبة. رئيس المفوضية لم يزر المخيمات والحقيقة ان رئيس المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة الذي قام بزيارة الى ولاية تطاوين لم يدخل الى اي من المخيمات المنتصبة في مدينتي رمادة والذهيبة واكتفى بزيارة المستشفى المحلي بالذهيبة واطلع على نشاط الهلال الاحمر الإماراتي دون ان يلتقي اي لاجئ ليبي ولا حتى مواطني الذهيبة الذين يتحمّلون تداعيات الحرب في ليبيا منذ أكثر من 4 أشهر وأدت الى حدوث مأساة حقيقية ضحاياها أطفال وشباب ونساء الذهيبة الذين تحولت حياتهم الى جحيم يومي في وقت تواصل فيه وصول عديد الجرحى الذين أصيبوا في معركة تكوت التي دارت يوم أمس. المعارك تعود لترمي بظلالها على مدينة الذهيبة التي ربما تشملها قذائف وصواريخ الكتائب من جديد.