لا حديث هذه الايام في الشارع الرياضي بصفاقس الا عن ملعب الطيب المهيري الذي أصبح في حالة يرثى لها بعد ان احترق جزء هام من عشبه حتى ان الكاتب العام للنادي الصفاقسي الاستاذ عماد المسدي علق على الملعب بقوله «كيف لنا النهوض بالكرة في صفاقس بوضع كهذا وكيف للنادي الصفاقسي أن يستقبل الفرق العربية فوق عشب اشبه بمرتع للاغنام وكيف سيواصل مشواره الكروي خلال هذا الموسم وهل سيواصل استقبال ضيوفه بملعب المهيري ويجري له ما جرى خلال مقابلة حمام الانف». هذه التصريحات التي تبعتها احتجاجات رسمية وكتابية تم توجيهها لبلدية صفاقس بوصفها المسؤولة الاولى عن صيانة العشب عقب عليها المسؤول الاول عن صيانة عشب الملعب وهو السيد يوسف ولها (مهندس أول مختص) الذي وافانا بالتوضيح التالي: «لنبدأ بالبداية ونعود الى 27 سنة خلت (1977) موعد زرع اول بذرة للعشب بملعب الطيب المهيري حيث تم تعشيب الملعب بمناسبة فعاليات كأس العالم للاواسط ومنذ ذلك الحين والبلدية تعمل من اجل المحافظة على العشب بالصيانة المستمرة وبمرور السنين اصبح العشب غير مريح للرياضيين بسبب ارتفاع ارضيته بنحو 40 صم على مستواه الاول وهذا عائد الى عملية زرع الاتربة الممزوجة بالاسمدة العضوية والكيميائية التي تجري سنويا. ارتفاع العشب على الارض (40 صم) اصبح سميكا وأصبح يحول دون تصريف مياه الامطار بحكم بعد الأرض على مائدة الترشيح (Drainage). هذا الى جانب الانبساط غير المثالي للارضية كما أن نوعية العشب المزروع تركن الى الركود الفيزيولوجي (Dormence physiologique) خلال فصلي الخريف والشتاء. وفي نطاق احتضان ملعب الطيب المهيري لجزء من فعاليات كأس افريقيا للأمم تونس 2004 كان من الضروري تجديد الارضية المعشبة وتغيير نوعية العشب بأخرى رفيعة تتماشى والمواصفات الدولية من حيث النعومة وانبساط الارضية حتى يكون في مستوى الحدث الا ان العوامل المناخية الصعبة بالجهة وانحباس المطر منذ اكثر من 6 أشهر وارتفاع درجات الحرارة اثر نوعا ما على نوعية هذا العشب وفي نطاق العناية الدورية والموسمية المعمول بها تم القيام بعمليات البذر الموسمي ابتداء من يوم 15 سبتمبر الجاري ولم يكن من الممكن انجاز العملية قبل هذا الموعد وفعلا انطلقت العملية في الموعد المحدد وبعد ان تم زرع ما يزيد عن 300 كلغ من البذور وستستغرق العملية 3 أيام بمعدل 16 ساعة في اليوم هذا الى جانب التسميد الكيميائي والعضوي لكامل اركان الملعب. مع الملاحظ ان البلدية لم تقم بعملية قبول الاشغال بالملعب وهو لا يزال في عهدة المقاول وان الاجال القانونية لم تنته بعد. بلدية صفاقس لم تدخر اي جهد لاعانة النادي الصفاقسي وذلك بتخصيص الميادين الثلاثة للنادي (فرعيان ورئيسي) ووضعها علي ذمته حيث يتدرب النادي الصفاقسي بمعدل 4 ساعات يوميا».