بدأت مشكلة منيرة بن فضلون عضو المكتب الجامعي لكرة القدم حين تمّ استدعاؤها من قبل الأمن في قضية استيلاء صخر الماطري صهر المخلوع على أرض في مدينة الكرم حيث كانت بن فضلون آنذاك رئيسة بلديتها. المدعو صخر الماطري وبسبب نفوذه السابق استولى على هذه الأرض بمبلغ زهيد لا يتجاوز المليمات واتهمت بن فضلون بتسهيل عملية البيع، غير أن هذه الأخيرة تؤكد على أنه تم استدعاؤها على أساس شاهدة في القضية وعن كل هذا كان لنا اللقاء معها والذي خصت به جريدة «الشروق». «أنا شاهدة فقط» هكذا بدأت منيرة بن فضلون عضو المكتب الجامعي لكرة القدم حديثها قائلة «ليس لي دخل في القضية لا من بعيد ولا من قريب، فقط استدعوني لأنني شاهدة على هذا المشكل وللعلم تمت إقالتي من رئاسة البلدية منذ ماي 2010 أي كنت من المغضوب عليهم». صخر الماطري استولى على الأرض تواصل بن فضلون حديثها ل«الشروق» قائلة: «بدأت الأزمة حين قررنا نحن أعضاء بلدية الكرم شراء قطعة أرض من شركة البحيرة بمبلغ 20 دينارا للمتر المربّع ولكن بعد مدّة لم نستطع توفير المبلغ اللازم ولم يعجبنا تخطيط تقسيم الأرض لذا طالبنا الشركة بتغيير مكان الأرض ولكن فوجئنا بدخول صهر الرئيس السابق صخر الماطري على الخط واستولى بنفوذه على قطعة الأرض ولم يكن لي دخل أبدا في هذه القصبة لا من بعيد ولا من قريب وقد اتهمني البعض اني ابنة السلطة ولكن ليعلم الجميع أنني كنت من المرفوضين والمغضوب عليهم لدى بعض المسؤولين وتمت إقالتي من رئاسة البلدية ومن شعبة الكرم في 2010 قبل الثورة، ولو كنت من المقربين لكنت وزيرة في حكومتهم أو صاحبة نفوذ، ولكن كل ما وصلت إليه كان بمجهودي الخاص وتعب السنين وليس من فراغ». أطلب العفو من التونسيين تضيف بن فضلون بتأثر بالغ: «أطلب العفو من كل التونسيين إن أخطأت في حقهم، ومن كل مواطن بسيط قد أكون ظلمته بدون قصد، وثقتي في القضاء التونسي لا توصف، ومتأكدة من براءتي وما يزعجني هو اتهام البعض لي دون وجه حق فقد قدمت الكثير لوطني ولن أدعي المثالية ولكني لم أكن عنصرا فاسدا في هذا المجتمع بل كنت إيجابية وسأظل». استقالتي إشاعة بغضب تضيف بن فضلون: «من قال إني سأستقيل فهذه مجرد إشاعات مغرضة من بعض الحاسدين والكارهين و«الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجارة» لقد كنت ومازلت مسؤولة عن الرياضة النسائية في جامعة كرة القدم ومن يجد لي أي خطإ فأنا مستعدة للحساب، ومجال الرياضة النسائية ليس مجالا سهلا بل فيه العديد من الخور والسلبيات وعندما تم إيقاف البطولة النسائية لكرة القدم اتصلت بالمسؤولين لإلغاء هذا القرار ولكن ما باليد حيلة وغيرها من القرارات التي اتخذتها لخدمة هذه الرياضة.. فعن أي استقالة يتحدثون؟ هل ذنبي أني امرأة ناجحة وذات شخصية قوية وقاومت الفساد، هل هذا ذنبي، لن أدعي الأفلاطونية أو أتباهى بواجبي ولكن ما أزعجني هو ظلم البعض لي، فلنحاسب كل مسؤول فاسد ودعونا نبتعد عن الاتهامات جزافا ولكل منا عائلة وحياة شخصية قد تنتهك ظلما دعوا القضاء يحكم بالعدل (وحينها أنا مستعدة للحساب إن أخطأت». الخلاصة قد تكون منيرة بن فضلون مظلومة أو مذنبة ولكن هذا شأن القضاء فليحكم بالعدل ولن ننتدخل في قضائنا لأن ثقتنا به كبيرة ولكن نأسف حين تمتزج الرياضة بالسياسة وتتحول العلاقة إلى مصالح شخصية واتهامات من هنا وهناك والكل أبرياء وشرفاء وهنا نعيب على منيرة بن فضلون مزجها للانتماء الحزبي بالعمل الرياضي ولو أن جل المسؤولين كانوا ينتمون إلى «التجمع» ونتمنى أن تصلح هذا الخطأ الفادح في الموسم الرياضي الجديد لأنه حان الوقت لمحاسبة المذنبين وإعطاء فرصة للصالحين العارفين بالرياضة ويكفينا دخلاء على الميدان لأنه تحول إلى تجارة مداخيلها توضع في جيوب المسؤولين...