٭ من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي ٭ الذهيبة «الشروق»: تواصل «الشروق» نشرها بشكل حصري ما جاء في جلسات سماع مجموعة من الضباط الليبيين المنشقين اللاجئين إلى تونس. فبعد مؤامرة ال 30000 مرتزق الذين كانوا سيجتاحون بلادنا في محاولة لإعادة المخلوع إلى الحكم وما سيلي ذلك من أحداث نواصل نقل ما قاله أحد ضباط الشرطة من المسؤولين السابقين على الأمن العام بطرابلس وكان من بين الذين دعيوا إلى حراسة مقر إقامة العقيد الفذافي في بداية شهر جانفي من هذه السنة. هذا الضابط كان عبر بوّابة الذهيبة منذ أسبوع وتحدث عن الأجواء التي خيّمت على مقر إقامة العقيد وهو يتابع تطوّر الأحداث في تونس في الأيام التي سبقت هروب المخلوع إلى العربية السعودية. وقال هذا الضابط ان المكالمات بين القذافي وبن علي كانت تكاد لا تنقطع طيلة أيام الأحداث الدامية التي شهدتها تونس وكان العديد من الوزراء التونسيين زاروا العقيد في طرابلس بل أن ليلى بن علي كانت تقوم بزيارات شبه يومية إلى العقيد في مقرّ إقامته دون أن يفهم ماذا كان يدور بالضبط بينها وبين العقيد القذافي إلى أن فوجئ الأخير بخبر هروب المخلوع على متن طائرة إلى العربية السعودية ووقتها تردّد في ليبيا أن القذافي صرخ وهو في حالة غضب شديد: «فعلها الجبان» ذلك أنه كان في كلّ مكالماته مع المخلوع يحذره من مغبّة التنازل أو التفكير في مغادرة الحكم لذلك كان وقع هروب زين الهاربين شديد جدا على العقيد الذي حوّل اهتمامه وتعويله على زوجته ليلى بن علي معتبرا إياها أشجع من المخلوع وأكثر صرامة وشراسة وتمسّكا بالسلطة وحتى نهاية شهر جانفي كان على اتصال يومي معها وهي بين الامارات العربية المتحدة والعربية السعودية. «إزحف عليهم» وواصل الضابط حديثه قائلا ان كلمة الزحف التي يستعملها العقيد معمر القذافي بكثرة في خطاباته بعد الثورة الليبية هي في الحقيقة من الكلمات التي جاءت في احدى مكالماته الهاتفية مع زوجة الرئيس المخلوع حيث قال لها: «قولي لبن علي عُد إلى ليبيا وازحف عليهم» في إشارة للمخطّط الذي كان سيحصل في تونس للإلتفاف على الثورة وإعادة الحكم إلى عائلتي بن علي والطرابلسي من خلال عملية اجتياح كان سيقوم بها حوالي 30000 مرتزق. وفي حديثه عن علاقة ليلى بن علي بمعمر القذافي قال أن لقبها العائلي قرّبها كثيرا من العقيد الذي كان يعتبر أن ليلى الطرابلسي مهمة جدا بالنسبة للنظام الليبي حيث يمكن من خلالها التأثير في الموقف التونسي تجاه عديد القضايا الدولية وتلميع صورة العقيد معمر القذافي في المجتمع الدولي على خلفية علاقة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالمحفل الماسوني واللوبي الصهيوني. زيارة سيف الاسلام إلى إسرائيل إلى ذلك قال نفس الضابط المنشق أن زيارة سيف الاسلام القذافي إلى إسرائيل ما كانت لا تحصل لولا وساطة ليلى بن علي مع أجهزة استخباراتية إسرائيلية وسبقتها حملة في التلفزيون الاسرائيلي تؤكد الجذور اليهودية للعقيد معمر القذافي. وكانت هذه الزيارة تهدف إلى إقناع إسرائيل بمنع التصويت على القرار الأممي القاضي بتدخل الحلف الأطلسي «الناتو» في ليبيا وتعطيل القرار الثاني الداعي إلى فرض حظر جوي على ليبيا ما من شأنه أن يسمح لقوات معمر القذافي باستعمال الطائرات العسكرية لإخماد الثورة الليبية ومن ثمّة الالتفات إلى تونس والقضاء على ثورتها وإعادة بن علي إلى الحكم، لكن هذه الزيارة لم تؤد إلى نتائج إيجابية بما أن إسرائيل كان اهتمامها منصبّ على الثورة المصرية ومصير الرئيس المخلوع حسني مبارك مع أن سيف الاسلام القذافي وعد بتزويد إسرائيل بحاجياتها من النفط والغاز مجانا مادام معمّر القذافي في الحكم.