نهاية تقطع الأنفاس عرفتها المباراة الختامية لكأس تونس بين النادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي مساء السبت.. نهاية سعيدة في الأخير لأبناء الشاذلي القايد الذين قدموا للأمانة موسما رائعا جدا وكانوا كالعادة المنقذ للإفريقي والفريق الذي زرع الابتسامة والفرح على وجوه العائلة الواسعة والعريضة لفريق باب الجديد. تتويج الإفريقي بكأس تونس كان في أحد وجوهه اختصارا ل«العدالة» في هذا الموسم الاستثنائي لليد التونسية فالنجم تألق وأمتع واستحق لقب البطولة لكن زملاء مكرم الميساوي ا ستحقوا بدورهم التتويج والفرح في أعقاب النسق الجنوني الذي خضعوا له والتضحيات الكبيرة التي قدموها رغم ضعف الاهتمام من قبل هيئة العتروس الغارقة في هموم كرة القدم. ثنائي من ذهب كانت «الشروق» سباقة بالإشارة إلى أن عودة سفيان بن صالح إلى فرع كرة اليد بالإفريقي ستقترن بنجاحات جديدة للفريق وعودة الإشعاع لهذا الفرع ورغم كل ما يمكن أن يقال عن هذا المسيّر المعروف بحبه الشديد لفريقه فإنه كان في نظرنا ونعيدها مرّة أخرى إحدى الأوراق الرابحة التي أخرجها «الطرابلسية» من الساحة قبل «الثورة». بن صالح عاد ومعه مسيّر شاب ونشيط هو قيس البدوي لم يتردد بدوره في دعم ناديه بكل الوسائل ليكون حصاد هذين المسيرين الثنائي في الأواسط وكأس تونس في الأكابر وجيل من اللاعبين الدوليين الموهوبين في صنفي الأصاغر والأواسط، صعد بسرعة الصاروخ إلى واجهة الأحداث. القايد المناضل لا يمكن وصف سعادة الشاذلي القايد وهو يتوّج بهذا اللقب وهوالذي تعب جدّا جدا هذا الموسم وأوشك على البقاء وحيدا في كل الظروف الصعبة... القايد عمل في صمت.. لم يشتك... لم يحتج مطلقا وتألّم إلى حد بعيد وهو يخسر لقب البطولة في المنعرج الأخير للسباق، لكنه لم ييأس وهذا هو والمهم بل أصر على تنظيم صفوف لاعبيه ليضع في أذهانهم هدفا واحدا هو إسعاد شعب الإفريقي وليس أحباء فريق كرة اليد فقط. كرياضيين لا نملك إلا أن نصفّق لهذا المدرب التونسي والدولي السابق ونعبّر عن سعادتنا بتتويجه... نحن الذين نعرف رهافة حسه وأخلاقه العالية. جو العيد في باب الجديد مباشرة بعد التتويج تحول المتوجون إلى مقر النادي بباب الجديد حيث كان الأحباء في انتظارهم للاحتفال باللقب. القايد قال ل«الشروق» لقد اعتدنا نحن القدماء على هذه الحركة وقد حرصنا على تمرير معانيها إلى الجيل الجديد. الكبير، كبير بعيدا عن رمزية اللقب والتتويج تبقى عبارات الشكر والتشجيع معلّقة شرف على صدور اللاعبين والإطار الفني والإداري وهذه أمور لا يفهمها قط إلا الكبار. السادة حمودة بن عمار وكمال إيدير ومنصف لخضر ومنير البلطي كانوا في طليعة المهنئين والشاكرين للمجموعة التي عملت من أجل التتويج. الاتصالات الهاتفية تمت لحظات بعد نهاية المباراة. تحت الدوش لم يجد فريق كرة اليد بالإفريقي هذا الموسم في طريقه مشاكل العادة المتمثلة في غياب الأجور والمنح وهذا ما سهّل بشكل كبير عمل الإطار الفني. الطاقم الإداري حرص على تسليم منحة خاصة للاعبين «تحت الدوش» قيمتها 500 دينار خلاف المنحة العادية التي سيتسلمونها لاحقا. حفل تكريم هذه أول كأس أو لقب تحديدا يدخل خزينة الإفريقي بعد الثورة وهو اللقب الوحيد في الأكابر لفريق باب الجديد لذلك كانت فرحة الأحباء كبيرة جدا ولأن الحدث استثنائي كاستثنائية المرحلة الحالية التي تمر بها تونس فإن الهيئة المديرة وعلى رأسها جمال العتروس تعتزم تنظيم حفل تكريم خلال الأيام القادمة على شرف فريق كرة اليد. بن سمير... فقد التركيز عانى رؤوف بن سمير أوجاعا غير عادية وهو يتفاعل مع الإثارة الشديدة التي عرفتها المباراة النهائية. «روفة» كان يتوجّع لكنه لم يفقد تركيزه في «البنك» وفقده خارجا من شدة الفرحة بهذا اللقب. رؤوف قال لنا عشية أمس: «هذا اللقب جمع عائلة الإفريقي مجددا كبارا وصغارا وبذر الفرحة في كل القلوب والبيوت الإفريقية... عشنا موسما صعبا ومرهقا جدا... وأنا سعيد بصفة خاصة لسفيان بن صالح وقيس البدوي اللذين حصدا ثمار تضحياتهما كما أنني سعيد بشكل خاص لأخي وصديقي الشاذلي القايد الذي أنصفته الكرة وفاز في نهاية المطاف... هذا اللقب الوحيد لجمعيتنا هذا الموسم في الأكابر... نحن فخورون به فهو يدل على قيمة فرع كرة اليد في النادي الإفريقي. إجمالا جنينا ثمار عمل تواصل مع الشبان منذ 3 سنوات وجاءت المجموعة الحالية لتحكم تأطيره... الحمد لله على التوفيق ومبروك للإفريقي.