قطف المدرب الشاذلي القايد ثمار التضحيات الكبيرة التي بذلها رفقة اللاعبين والاطار الاداري بالحصول على كأس تونس بعد ان كان خسر لقب البطولة في المنعرج الاخير للسباق. الڤايد تحدث ل«الشروق» عن هذا التتويج الذي أسعد الى حد كبير عائلة الافريقي وأعاد الاعتبار لفرع كرة اليد بعد 5 سنوات من الاخفاق. في ما يلي نص هذا الحديث: عشت ضغطا رهيبا في نهاية الموسم الحالي خصوصا بعد ضياع البطولة، والكأس أنصفتك.. أليس كذلك؟ فعلا، المرحلة الاخيرة لهذا الموسم كانت صعبة جدا ومليئة بالضغوطات فقد كنا مطالبين بالصعود على منصة التتويج ليس فقط لأن الافريقي ككل في حاجة الى لقب وإنما أيضا لأننا كنا خائفين على انتكاسة كبيرة لهذا الجيل من اللاعبين الشبان. في الحقيقة نحن لم نخطط للتتويج في بداية الموسم فقد كان هدفنا تكوين فريق ممتاز بإمكانه الفوز بالألقاب انطلاقا من الموسم القادم لكن مع مرور الوقت أحسسنا بأننا نملك كل الاوراق الرابحة التي تمكننا من الصعود على منصة التتويج. أدركتم هذا الهدف على الرغم من أن الرصيد البشري المتوفر لكم أقل ثراء من الترجي والنجم؟ هذا صحيح حقا.. فريقنا خليط من لاعبين مخضرمين وعناصر شابة وطموحة.. مجيئ كمال العلويني الى الافريقي وفّر اضافة كبيرة في الناحية الهجومية كما أعطت عودة مكرم الميساوي بدورها قوة دفع اضافية فنيا ومعنويا. هذان اللاعبان مع ماهر كريم وغازي الغريبي وحميدة مامي وأمين بنور شكلوا العمود الفقري للفريق لكن البقية في أغلبهم شبان تنقصهم الخبرة وقد أحسسنا بتأثير ذلك في أواخر مرحلة البلاي أوف حيث خسرنا لقاءات مهمة في الدقائق الاخيرة لأننا لم نكن نملك رصيدا بشريا ثريا مثل النجم الساحلي او الترجي. حتى مباراة الكأس لم تفلت من هذا الاستنتاج فقد تعبنا كثيرا خلال الحصص الاضافية ونحمد الله على العزيمة القوية للاعبين وعلى وقوف الحظ الى جانبنا. أحسسنا هذا الموسم بتكامل واضح بين الكادر الاداري والاطار الفني.. هل ساهم ذلك في هذا النجاح؟ المشاكل التي عاشها فريق كرة اليد خلال المواسم الماضية مادية بالأساس، هذا الموسم تغيرت الصورة فسفيان بن صالح وقيس البدوي قاما بمجهودات جبارة ووفرا المطلوب ناهيك وأننا دفعنا بانتظام مرتبات اللاعبين وبالطبع اذا كنت ملتزما بحقوق اللاعب فإنك قادر بالضرورة على فرض الانضباط ومطالبته بحقوق النادي وقد وجدنا بصراحة تجاوبا كبيرا من اللاعبين. الاجواء الطيبة صلب فرع كرة اليد مكنتني من العمل في ظروف مريحة والتركيز على النقائص الفنية وتحديدا الدفاع اذ لا يخفى على أحد أنني حارس مرمى والدفاع من اهتماماتي الرئيسية. نجحنا في بناء دفاع قوي وكنا الافضل على هذا الصعيد في المرحلة الاولى للبطولة كما بنينا استراتيجيتنا على الهجوم المعاكس وسارت الأمور اجمالا كما خططنا له. نهائي الكأس شهد تقلبات مثيرة جدا، وخاف الكثيرون على القايد؟ لو انهزمنا وأضعنا هذا اللقب لا قدّر الله لكنا دخلنا في أزمة عميقة جدا.. أصدقك القول كنت خائفا على الفريق وعلى تضحيات المجموعة التي عملت معها وخصوصا الاداريين منهم. من حسن الحظ انه كان لنا متسع من الوقت لتحضير المباراة النهائية كما اغتنمنا فرصة اجراء المباراة الشكلية في البطولة مع النجم لتجربة بعض الخطط وكان التوفيق الى جانبنا سواء في هذه المباراة او في النهائي... كنا مرتاحين من الناحية التكتيكية واستعملنا على الوجه الاكمل كل الاوراق الرابحة التي نملكها. ذهنيا كان هناك تحضير كبير؟ في الحقيقة نحن اشتغلنا على هذا العنصر وكذلك على التحضير البدني وأريد ان أشكر هنا الطاقم المكلف بذلك على المجهودات التي بذلها طيلة أسبوع. قلنا للاعبين ان الاخفاق في التتويج سيدخلنا في دوامة من الشك وهذا دون اعتبار ما سيلحقني شخصيا من اتهامات وانتقادات. أنا أقبل قواعد اللعبة وبالتالي كنت مستعدا لأن أدفع الفاتورة لوحدي لكن اللاعبين... ما ذنبهم وجمهور الفريق كذلك ما ذنبه وهو الذي راهن على هذه المجموعة الشابة ولم يبخل عليها بالتشجيع..؟ صدقني سعادتي كانت لا توصف بعد الفوز لأنني أنقذت فريقي وأهديته رفقة هذه المجموعة الشابة اللقب الوحيد في كل الفروع وهذا يدل مرة أخرى على قيمة فرع كرة اليد في النادي الافريقي رمزيا ومعنويا. رأينا صورة جميلة في أعقاب الدور النهائي أفرحتنا كرياضيين؟ نعم ونحن ايضا كنا مبتهجين كرياضيين ومنتمين للعائلة الموسعة لكرة اليد بهذه الصورة. أن ترى لاعبي الافريقي والنجم يتبادلون التهاني أمر منعش جدا يعكس الأبعاد الحقيقية للرياضة. نحن ايضا كمسؤولين هنأنا مسؤولي النجم بلقب البطولة عندما جاؤوا الى الڤرجاني وقد جاؤونا بدورهم اثر الدور النهائي لتهنئتنا. هكذا يتعين ان تكون العلاقات بين الاندية ولو ان عائلة كرة اليد تبقى لها تقاليدها الخاصة في هذا الاطار. تحدثت عن النقائص في الفريق.. ما هو المطلوب في الموسم القادم؟ نحتاج الى بعض التعزيزات وخصوصا في مركز الظهير.. من غير المعقول ألا يكون للافريقي لاعبون ممتازون في هذا المركز المهم. نحن نعتزم تنظيم بطولة افريقيا وهذا يتطلب بالطبع اثراء ملموسا للرصيد البشري لتدعيم الشبان الصاعدين من صنفي الأصاغر والاواسط. كيف كان تفاعل الاحباء مع التتويج بالكأس؟ الاجواء كانت خارقة للعادة، تلقينا عددا مهولا من الاتصالات تصدرتها مكالمات هاتفية من كبار الافريقي... على الانترنيت الأصداء كانت ايجابية جدا وتعكس افتخارا بفرع كرة اليد ككل اذ لا يجب ان ننسى بأن الاواسط توجوا ايضا بالثنائي. هيئة جمال العتروس لم تهتم كثيرا بكرة اليد هذا الموسم.. هل سيغيّر هذا التتويج الوضع؟ الهيئة لم تبخل علينا بالتشجيع كما أنها تركت للمسؤولين عن الفرع حرية التصرف واعتقد ان الاهتمام سيتزايد خلال الموسم المقبل وستتوفر كل الامكانات الضرورية التي تمكن الافريقي من الحصول على المزيد من الالقاب.