كل المؤشرات تؤكد أن الجولات الخمس المتبقية من عمر بطولة هذا الموسم (من 24 جوان إلى 10 جويلية) ستكون قوية في مجرياتها ومثيرة في أحداثها. الأمر لن يقتصر هذه المرّة على صراع القمّة والقاع فهو أمر طبيعي مع اقتراب نهاية الموسم الرياضي لكن الأندية ستعيش أيضا على وقع أزمة مملة و مكررة وعادة ما تكشف عن حجم العشوائية التي ندير بها شؤوننا الكروية ويتعلق الأمر بانتهاء عقود العديد من اللاعبين يوم 30 جوان الجاري وهو ما سيجعل الأندية تواجه المتاعب بحكم أن الموسم الرياضي الحالي سينتهي يوم 10 جويلية القادم (هذا دون اعتبار مسابقة الكأس) وهو ما يطرح إشكالا قانونيا شائكا يحتاج إلى إجابة واضحة. المكتب الجامعي وإن كان يعيش أسوأ أيامه على الاطلاق بعد أن أضحى صاحب الرصيد الأكبر من الاتهامات فإنه يؤكد بأن كل الظروف مناسبة ومهيأة للوصول ببطولة هذا الموسم إلى شاطئ الأمان بعد أن يصدر ترخيصا استثنائيا يمكن الأندية المعنية من المحافظة على اللاعبين المنتهية عقودهم حتى نهاية الموسم الرياضي وتبدو الجامعة واثقة من قرارها بحكم أن هذا الهيكل الرياضي عاش وضعا مشابها في السابق. ماذا يقول القانون؟ من جانبهم يؤكد رجال القانون أن هذه المذكرات الكتابية التي ستصدر عن جامعة كرة القدم تتميز بطابعها الإلزامي وهو ما يجعل حسب تأكيدهم الجمعيات الرياضية بمنأى عن خطر التمرّد لكن ماذا لو أقدم اللاعبون المعنيون على تمرد من نوع آخر كأن يصبحوا «مستأنسين» و«مستسلمين» في الميادين أثناء المقابلات الرسمية خاصة في ظل غياب الإثباتات المادية؟ وماذا لو قاس بعضهم الأمر بمنطق «الانتهازيين»؟ اللاعبون المنتهية عقودهم يوم 30 جوان الجاري جاءت عباراتهم تقطر وفاء للأندية التي ينشطون صلبها وعبروا عن استعدادهم للمساهمة في إنجاح الموسم الرياضي وهو ما يطرح علامات استفهام جديدة إذ هل أن المناخ السياسي الجديد الذي تعرفه بلادنا حاليا غذاهم بروح المسؤولية والوعي أم أنهم يبطنون غير ما يظهرون؟ كل هذه المعطيات دفعتنا إلى فتح هذا الملف مع جميع الأطراف فكان التحقيق التالي: تحقيق: سامي حماني الأستاذ منصف عروس: قرار الجامعة مطابق للقوانين «أؤكد في البداية أن الجامعة التونسية لكرة القدم سبق لها أن أصدرت ترخيصا استثنائيا في السابق عندما اضطرت إلى التمديد في الموسم الرياضي انذاك وسيكون هذا القرار إجباريا بالنسبة للاعبين المنتهية عقودهم والأمر نفسه بالنسبة للمدربين إذ أن القانون يسمح للجامعة باتخاذ مثل هذه الخطوة ولا أعتقد أن الأندية ستواجه إشكالا قانونيا يذكر بحكم أن هذا الترخيص سيشمل أيضا اللاعبين الأجانب مطابق للقوانين». الهادي لحوار (عضو جامعي): الترخيص جاهز «اتفقنا على إصدار مذكرات كتابية سنرسلها خلال الأيام القليلة القادمة إلى كل الأندية لكننا في المقابل نرفض أن تحملنا الفرق بعض المسؤوليات الخارجة عن صلاحياتنا فهي تبقى الطرف الأول المسؤول عن عقود لاعبيها ولا يعقل أن تطالبنا في ظرف زمني وجيز جدا بإيجاد كل الحلول لمشاكلها». عمر الدراجي (المدير الإداري بالإفريقي): عشت في السابق وضعا مشابها «شخصيا كنت شاهدا على قرار مماثل عندما كنت أعمل صلب الجامعة التونسية لكرة القدم حيث يتم إصدار مذكرة استثنائية تتواصل بموجبها عقود اللاعبين حتى نهاية الموسم الرياضي وتكون هذه المذكرة إلزامية لذلك أعتقد أنه يمكن تجاوز هذا الإشكال القانوني». محمد سلامة (عضو بودادية اللاعبين): نتعاطف مع اللاعبين... ولكن «ستكون الانطلاقة الفعلية لودادية اللاعبين خلال الأسابيع القادمة لذلك لا يمكنها أن تتخذ موقفا واضحا تجاه هذا الإشكال القانوني الذي يواجهه بعض اللاعبين حسب ما أفادنا به محمد سلامة لاعب النادي البنزرتي وأحد أعضاء ودادية اللاعبين لكنه في المقابل أكد أن الودادية تتعاطف مع كل اللاعبين الذين قد يواجهون إشكالا معينا. زياد الجزيري: المريول أغلى من المال «هناك بعض اللاعبين المتعاقدين مع النجم الساحلي مثلا تنتهي صلوحية عقودهم في 30 جوان ولكنهم سيواصلون إلى غاية نهاية البطولة أي 10 جويلية وأظن أن عشرة أيام لا تغير شيئا في حياة اللاعب.. فاللاعب المحب لجمعيته يواصل مشواره الرياضي معها مهما كانت الوضعية فهل يعقل أن يتخلى عنها وهي في حاجة إليه وأنا أصلا كنتُ لاعبا وأعرف جيدا عشق الرياضي لناديه ولن يكون هناك أي مستحقات مالية ستدفع لكن الكل سيلتزم بمصلحة النجم الساحلي قبل مصلحته، وبصراحة يكفي القول إن الانتماء لنادي النجم شرف لكل لاعب لذا ببساطة لن نجد أي مشكل من هذا النوع في نادينا وأتمنى نفس الشيء لبقية النوادي ف«المريول» أغلى من المال. منى سلامة القصداوي (ينتهي عقده يوم 30 جوان الجاري): وضعية غامضة «أعتقد أن وضعيتنا القانونية خلال الأيام القليلة القادمة ستكون غامضة وستثير حسب اعتقادي عدّة نقاط استفهام فأنا شخصيا سألتزم بمواصلة المشوار مع شبيبة القيروان حتى نهاية الموسم الرياضي الحالي ولكن ماذا لو تعرض اللاعب الذي ينتهي عقده يوم 30 جوان الجاري إلى إصابة ما أثناء الأيام الإضافية التي سيقضيها مع فريقه حسب ما ستنص عليه المذكرة الصادرة عن جامعة كرة القدم؟». فخر الدين قلبي (ينتهي عقده يوم 30 جوان الجاري): لن نتنكر لأنديتنا «نحن نطالب في الوقت الراهن بمدنا بإجابات واضحة بشأن وضعيتنا القانونية بمجرد انتهاء عقودنا مع الأندية التي ننشط صلبها مع العلم أنني سألتزم شخصيا بمواصلة المشوار مع فريق الأولمبي الباجي حتى الجولة الأخيرة من بطولة هذا الموسم إذ لا يعقل أن أتنكر له في مثل هذا الظرف بالذات». عماد المسدي (النائب الأول بالنادي الرياضي الصفاقسي): ننتظر تدخلا عاجلا من الجامعة «بالنسبة لفريقنا فإن الأمر سيقتصر على ثلاثة لاعبين فحسب وهم على التوالي: فاتح الغربي وكمال زعيم وحمزة يونس حيث تنتهي عقودهم يوم 30 جوان الجاري ونحن ننتظر الآن أن تصدر جامعة كرة القدم مذكرة استثنائية حتى نتمكن من التعويل على خدماتهم بصفة عادية خلال الجولات المتبقية من بطولة هذا الموسم علما أن هذا القرار ينبغي أن يراعي كذلك مسألة التأمين (حوالي 50 ألف دينار بالنسبة للاعب خلال الموسم الرياضي الواحد) إذ لا بد أن تمنحنا الجامعة الضمانات الكافية كما أننا سنتحمل مصاريف إضافية ومن المؤكد أن الأمر سيخضع أيضا إلى العلاقات المتينة بين الأندية ففريقنا مثلا تعاقد مع مهاجم الشبيبة القيروانية سلامة القصداوي ومع ذلك فإننا لن نسعى إلى إلحاقه بفريقنا إلا بعد أن يكمل التزاماته مع فريقه الحالي».