غريب وعجيب أمر الجامعة التونسية لكرة القدم... وغريب وعجيب أمر مكتبها التنفيذي الذي ما فتئ «يتحفنا» بقرارات تثير الدهشة ويطلع علينا بطلعات تثير البكاء والضحك في نفس الوقت لفرط غرابتها ولكونها تخلّف انعكاسات غير محمودة العواقب على أنديتنا وكرتنا!! إنّها حقّا جامعة الغرائب والعجائب، وإلا فبماذا نفسّر إصرارها على إقامة الدور النهائي للكأس يوم 5 جويلية وإجراء الدور نصف النهائي يوم 28 جوان رغم إقرارها بنزول الستار على البطولة يوم 22 ماي. تصوّروا الفرق الأربعة المسكينة التي ستترشح للدور نصف النهائي، ماذا ستفعل في الفترة الفاصلة بين يومي 22 ماي و28 جوان، هل ستواصل النشاط لمدّة تفوق الشهر بأسبوع مع ما يتطلبه ذلك من مصاريف طائلة وتربّصات طويلة المدى دون أن تجد حتى أندية أخرى للتّباري معها وديّا ما دامت كل الفرق وقتها في عطلة باستثناء الرّباعي المتأهل للدور نصف النّهائي... أم أنها ستمنح لاعبيها إجازتهم الصيفية بعد عناء موسم متذبذب بسبب شطحات الروزنامة، ثم تقوم بتجميعهم عند اقتراب موعد 28 جوان لتنطلق وقتها في التحضيرات من النقطة الصفر؟؟!! ماذا عن المدربين واللاعبين الذين تنتهي عقودهم يوم 30 جوان؟؟!! وفي انتظار جواب قد لا يأتينا بالتأكيد من المكتب الجامعي نتساءل ايضا ماذا سيفعل الناديان المترشحان للدور النهائي للكأس الذي عينته الجامعة ليوم 4 او 5 جويلية، والحال أن عقود العديد من المدربين واللاعبين تنتهي يوم 30 جوان؟؟!! أجيبوني من فضلكم هل فكرتم في هذه النقطة بالذات رغم كونها بالغة الأهمية لأن هناك عدة أندية ستجد نفسها قانونيا في حلّ من أي ارتباط مع مدربيها ومحرومة من أبرز لاعبيها، حيث أن العناصر اللامعة هي التي تشملها سوق الانتدابات أكثر من غيرها؟؟!! وأنتم يا سادتي الكرام تعلمون علم اليقين أن هناك لاعبين بارزين قد بادروا بامضاء عقود أولية مع فرق اخرى لتغيير وجهتهم غداة يوم 30 جوان. فلماذا تحرم مثل هذه الأندية في صورة ترشحها من خوض الدور النهائي لكأس رئيس الجمهورية وهي معززة بكافة لاعبيها وليس لهاأي اشكال على مستوى الاطار الفني باعتبار انه من المفروض أن ينتهي الموسم بأكمله وبكل محطاته من بطولة وكأس في أجل أقصاه يوم 30 جوان، حتى تتفرغ الأندية بعد ذلك للراحة الصيفية ولعقد الجلسات العامة ولاعداد العدة للموسم الموالي. يخوضون في بطولاتهم 12 جولة أكثر منا.. وينهون مواسمهم قبلنا!!؟؟ ففي أوروبا نجد أن أغلب البطولات الشهيرة عالميا مثل الاسبانية والايطالية والانقليزية وحتى الفرنسية وغيرها تضم 20 فريقا، بحيث أنهم يخوضون 19 جولة في الذهاب ومثلها في الإياب، أي أنهم يلعبون 38 جولة بالتمام والكمال لحساب البطولة ومع ذلك فإنهم ينهون موسمهم قبلنا بجميع واجهاته من بطولة وكأس ورابطة الأبطال الأوروبية وكأس الاتحاد الأوروبي وتصفيات كأس أوروبا للأمم، في حين نعجز نحن عن ذلك رغم أنهم يخوضون في بطولاتهم 12 جولة أكثر منا أي ما يعادل مرحلة الذهاب والإياب بأكملها... نعم نعجز عن ذلك والحال أن الحلول متوفرة وأقمنا الدليل على هذه الأعمدة بالذات أنه بالامكان اختتام الموسم عندنا بجميع محطاته يوم 25 ماي. ومما يثير حيرتي حقا أن الجامعة لا تفكر بتاتا في معاناة الأندية ومتاعبها، رغم أنه كان عليها أن تصغي أولا الى الأندية قبل تحديد الروزنامة لأن الجامعة ليست لها سلطة تشريعية وإنما تنفيذية بحيث تتمثل مهمتها في السهر على سلامة تنفيذ ما ترتضيه الأندية لنفسها بعد استشارتها وأخذ موقفها بعين الاعتبار، لأنها هي ودون سواها التي تدرك حجم المصاريف الطائلة الناجمة عن تمطيط الموسم وهو تمطيط بغير حق اذ بالامكان تفاديه. أما حكاية المشاركة في البطولة الافريقية الجديدة للأمم الخاصة باللاعبين الناشطين محليا بالمنتخب الاولمبي وتعويض روجي لومار بمدرب يكون الشرط الأساسي لانتدابه هو حذقه للغة الفرنسية فتلك حكاية أخرى لأنها لا تحصل إلا عندنا وعندنا فقط، ولا تجدون مثلها لا في مصر ولا في انقلترا أو ايطاليا أو اسبانيا، بل هناك عدة فرق تشتمل في رصيدها البشري على خليط من الجنسيات ومع ذلك فليس لها أي اشكال على مستوى المدرب رغم كونه لا يحذق كل لغات لاعبيه! أليس كذلك؟