اختتمت الخميس الماضي بالعاصمة أشغال الدورة التدريبية حول «دور الاعلام في ارساء تنمية جهوية متوازنة واستقطاب الاستثمار الخارجي» حيث نوقشت عدّة محاور تتعلق بالاعلام وقضايا المجتمع ومساهمة الاعلام الجهوي في التنمية الاقتصادية ودعم تقنيات الاتصال والتواصل بين الصحفيين التونسيين وممثلي مكاتب الاعلام الاجنبية المتمركزة في تونس والمستثمرين الاجانب ودور التسويق الالكتروني في جذب الاستثمار الخارجي والترويج للوجهة التونسية وذلك باشراف وتأطير من نخبة من الأساتذة المتخصصين في هذه المجالات وبحضور وزراء وممثلين عن الوزارات المعنية بهذه القطاعات. وقد انتظمت هذه الدورة بالتعاون بين مركز «سفير تونيزيا للدراسات والتكوين» ووزارتي التنمية الجهوية والتخطيط والتعاون الدولي بمشاركة نخبة من الخبراء في مجال الاعلام والاتصال بالقطاع السمعي البصري والالكتروني والمكتوب على المستويين الوطني والجهوي. وجرت الجلسة الرسمية لهذا اللقاء يوم الاربعاء 15 جوان الجاري تحت اشراف السيدين عبد الحميد التريكي وزير التخطيط والتعاون الدولي وعبد الرزاق الزواري وزير التنمية الجهوي بحضور ممثل عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والسيد فريد القتني المدير المركزي للترويج السياحي بالديوان الوطني للسياحة والسيد محمد القرمازي عن منظمة إندا العالم العربي والسيدة عزة فؤاد أبو زيد مستشارة السفير المصري. وقدمت الاستاذة جنّات بن عبد الله في اليوم الختامي للدورة مقاربة تطبيقية لحث الصحفي على نقل مشاغل المستثمر الاجنبي والوقوف عند المشاكل التي تعترضه مبينة كيفية دفع عجلة الاستثمار من خلال ابراز الجوانب الاقتصادية الملائمة التي تتميز بها الجهات في تونس وابراز الكفاءات البشرية التي تزخر بها البلاد. وبخصوص مساهمة الاعلام الجهوي في ارساء تنمية اقتصادية عرضت الاستاذة بن عبد الله مقاربة تحريرية في التعاطي الاعلامي مع الوضع الاقتصادي الراهن ومساهمته في تطور النمو الاقتصادي في الجهات من خلال بحث السبل الكفيلة بتفعيل الصحفيين في التعاطي مع المسائل الاقتصادية وتحديد التقنيات والاساليب الفنية والتحريرية التي يتخذها الصحفي للنهوض بالاقتصاد. وقدّم الاستاذ ساسي بدر الدين ورقة حول دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير الاعلام الجهوي ونقل مشاغل المواطنين الثقافية والاجتماعية والاقتصادية عبر تفعيل شبكات التواصل الاجتماعي، مستحضرا في هذا الباب تجارب ونماذج من تونس ومن الخارج لشبكات ومواقع ساهمت في التعريف بالجهات وابراز خصوصياتها ولعبت دورا مهما في الترويج لها. من جانبها أكّدت الاستاذة والزميلة فاطمة بن عبد الله الكرّاي في محاضرتها حول دور الاعلام في خدمة قضايا المجتمع ومصلحته العامة أن للصحفي محاسبا واحدا هو الرأي العام وأن الاعلام زمن الثورة من المفترض ان يستجيب لخدمة قضايا المجتمع. وأوضحت الاستاذة الكراي ان الدكتاتورية في تونس مسّت سلطة الاعلام على ثلاث مراحل: في زمن الاستعمار حيث ألغت السلطات مهمة الاعلام في معركة المتحرر وتم سجن أهل الرأي والعلم الذين فهموا أن الاعلام هو الرابط بين الشعب وزعماء الحركة الوطنية، ثم في مرحلة ما بعد الاستقلال، ثم فترة 23 سنةمن حكم بن علي وقد سادها الوهم بامكانية وجود حرية للاعلام دون أن يكون ذلك متاحا. وقدّمت الكراي في مداخلتها مقاربة تحريرية في كيفية تعاطي الصحفي مع مشاغل المواطن من خلال تصوير الصحفي الواقع الاجتماعي ودوره في معالجته والاقتراب من مشاكل الناس واختيار الزاوية التحريرية المناسبة وحث الصحفي على ملامسة المشاكل الاجتماعية وتقديم الأسباب والدوافع وبسطها للناس. وخلال اليوم الثاني للدورة قدم السيد عبد الرزاق الزواري وزير التنمية الجهوية والمحلية في الحكومة المؤقتة الاستراتيجية الاتصالية لوزارته لتجاوز التفاوت التنموي بين الجهات والتعريف بآفاق الاستثمار بالجهات الداخلية مؤكدا ضرورة أن يقيم الصحفي المستجدات تبعا لما هو موجود الآن وليس كما كان يجري سابقا. وقال الزواري ان سياسة التنمية الجهوية قائمة على بعدين المؤسساتي بمعنى كيف نقسم ثروات تونس مقترحا في هذا الباب تقسيم التراب التونسي الى خمس أو ست جهات اقتصادية تنموية وفقا لمقاييس اجتماعية واقتصادية، وأما البعد الثاني فهو بعد البرامج الاقتصادية المطروحة للدرس والتنفيذ. وأشار الى أن نمط الحكم في الجهات لن يخضع بعد الآن لنظام مجالس الولايات بل يجب اقامة مجالس جهوية للتنمية تضم ممثلين عن الدولة وعن الشركاء الاجتماعيين. وتضمنت الدورة كذلك مداخلات لممثلين عن وزارة السياحة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ومنظمة ا«اندا العالم العربي» حول واقع السياحة التونسية وسبل تطوير السياحة الجهوية ومشاغل المستثمرين في تونس وسبل تطوير برامج الاستثمار في ضوء مناخ حر ودراسة لنموذج «اندا العالم العربي» حول مساهمة المجتمع المدني في تفعيل الحركة الاقتصادية والمساهمة في ارساء تنمية جهوية متوازنة. أما الجلسة التكوينية الثانية ليوم 16 جوان 2011 فقد تضمنت بالدرس موضوع التسويق الالكتروني آلياته وتقنياته والمعايير المعتمدة في انجازه للمساهمة في جذب الاستثمار والترويج للوجهة التونسية تحت اشراف الاستاذ سمير المسعودي. وقد تم تقديم استمارة تقييم للدورة أين اجمع كل المتكونين على ضرورة تكثيف الدورات التكوينية خصوصا في ميدان تكنولوجيات الاتصال الحديثة. وتم اثر ذلك توزيع شهادات مشاركة في الدورة التدريبية على المتكونين لمدة ثلاثة أيام والذي بلغ عددهم 22 متكونا. ويذكر أن مركز «سفير تونيزيا» هو مركز حديث العهد يكتسي صبغة تخصصية في تدريب الصحفيين والاعلاميين ايمانا من المشرفين عليه بضرورة المساهمة تحسين المشهد الاعلامي التونسي وتطوير أداء الصحفي في ظل مناخ ديمقراطي وحر.