كما يحسب للاذاعة الوطنية قدرة إطارها الاعلامي من منشطين على التمكن من إدارة الحوارات وإعداد ملفات وتحليلات قيمة. هذا إلى جانب القدرة على القراءة الموضوعية لما يستجد من أحداث هنا وهناك وهي تأتي من كل شيء بطرف وتسلط الضوء على مختلف اهتمامات المستمع كما أنها تصغي إلى مشاغل وقضايا المستمعين وإحالتها إلى المسؤول مباشرة للاجابة عن الاستفسارات المختلفة ومن الملاحظ أن للاذاعة الوطنية هيبتها لا أحد يمكن أن ينكر أنها عريقة وضاربة في القدم ولا يمكن لأحد أن ينكر أيضا دورها التثقيفي والتوعوي والاعلامي منذ انبعاثها وهي تحترم كثيرا من خلال ما تقدم لمستمعيها لذلك وجب أن يكون الاحترام متبادلا من خلال الابقاء على خطها التحريري الذي طالما عودتنا عليه. وقد فوجئنا بأن بعض المنشطين والاذاعيات في الاذاعة الوطنية صاروا يشبهون إلى حد بعيد البراكين.. فتراهم يختزنون في داخلهم مختلف عناصر المواد المتفجرة مدة من الزمن حتى إذا ما اختمرت هذه المواد واختلطت وتفاعلت وارتفعت درجتها الحرارية إلى الحد الأقصى تحولت إلى طاقة هائلة لا تلبث أن تفتح فوهة البركان فتقذف حممها على كل ما يحيط به وتمحو معالمهم وتحرق وتدمر ما كان متراكما فوقه منذ مئات السنين وهذا أمر إيجابي في اعتقادي ومهم إلى حد بعيد. يمكنني القول بأن الاذاعية المبدعة ذات الصوت الاذاعي الدافئ وذات المواقف الملتزمة والسامية وذات الثقافة الأكاديمية الواسعة وصاحبة الأسئلة المستفزة والمشاكسة والمشاغبة والذكية ومديرة الحوارات الاذاعية الساخنة هي «إذاعية بركانية» فهي لا تستطيع أن تسكن أو تهدأ إلا بعد أن تقذف بحممها على كل ما يحيط بها من أرض وبشر وأنظمة ومفاهيم موروثة وكثيرا ما أنصت بانتباه إلى كل كلمة تنطق بها من وراء المصدح وهي لا تتكلم لمجرد الكلام وإنما تعي ما تقول وتنتقي الزمان المناسب لتعبر عن مواقفها بصفة ضمنية تجاه ما يحدث في بلادنا من مستجدات كنا نعتقد أنها بارعة فقط في مجال المنوعات والبرامج الثقافية وها هي تفاجئنا بعد الثورة وتفحمنا بكفاءاتها في تنشيط وإدارة البرامج السياسية ذات الصبغة الحوارية وقد تطرق برنامجها على أمواج الاذاعة الوطنية واستمعنا إلى العديد من القضايا والمشاغل التي تشغل الشارع التونسي على غرار ملف الباكالوريا ومسألة غلاء الأسعار والقضية الفلسطينية، والهجرة غير الشرعية والإعلام والمواقع الاجتماعية وغيرها من المواضيع والمشاغل التي تهم بدرجة أولى المتلقي. ٭ بقلم: خولة الزايد شعباني