اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلّم أمس نظيره الفرنسي ب«العيش في أوهام الحقبة الاستعمارية» مؤكدا أن دمشق ستنسى أن هناك أوروبا على الخارطة الجغرافية معتبرا أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا توازي «الحرب» عليها. وقال المعلّم إن خطاب الأسد الأخير رسم معالم المستقبل والاصلاح الذي يتطلّع إليه الشعب السوري.. وما يهمنا وما يزعجنا أن هناك ردود فعل صدرت من خارج حدودنا من مسؤولين أوروبيين معظمهم لم يقرأ الخطاب لأنه كان هناك اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وخرج للتعليق على الخطاب.. وهذا يؤكد وجود مخطّط يريدون السير فيه. كفّوا عن التدخل وأضاف: «أريد أن أقول لهؤلاء كفّوا عن التدخل في الشأن السوري ولا تثيروا الفوضى ولا الفتنة، الشعب السوري قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم». واعتبر المعلّم أن أوروبا وواشنطن فرضتا عقوبات على دمشق، ولم يأت مسؤول واحد منذ اندلاع الأزمة، واليوم هم يستهدفون لقمة عيش المواطن.. وهذه أي العقوبات توازي الحرب. وأضاف: «أنا كوزير خارجية أقول ما قلته في عام 2006 سننسى أن أوروبا على الخارطة وسأوصي القيادة بتجميد العضوية في الاتحاد من أجل المتوسط، سنتجه شرقا وجنوبا والى كل اتجاه يمدّ يده الى سوريا، فالعالم ليس أوروبا. وأكد أن سوريا ستصمد كما صمدت عام 2003 وكسّرت العزلة آنذاك. ودعا وزير الخارجية السوري باريس الى التوقف عن التحريض وممارسة سياساتها تحت ستار حقوق الانسان، متهما إياها ب«إعادة انتاج استعمارها القديم». وفي ذات السياق، حثّ المعلّم القادة الأتراك على إعادة النظر في موقفهم حيال سوريا قائلا: «لا نريد هدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الأسد لإقامة علاقات مميزة استراتيجية مع تركيا». وحول اللاجئين السوريين في تركيا، قال ذات المتحدث ان لديه ما يثبت أن الخيام في تركيا نصبت قبل أسبوع من دخول الجيش السوري الى مدينة جسر الشغور وأن المسلحين أجبروا العائلات على هجر منازلها، نافيا اغتيال أو اعتقال أي شخص عاد الى جسر الشغور. وحول العقوبات الدولية المفترضة قال المعلم: «لن يكون هناك حظر جوي على سوريا ولا تدخل عسكري في سوريا.. كفاهم فضائح في ليبيا، وقد يكون من حسن حظ بلادها أنه ليس لديها نفط لإغرائهم». ووجه دعوة الى كافة السوريين الراغبين في التغيير الى المشاركة في الحوار قائلا: «تعالوا للحوار وامتحنوا الارادة والجدية السورية اما أن تجلسوا خارج القاعة وتحرضوا على التظاهر فهذا لا يخدم سوى أعداء سوريا». إصابات وحملة اعتقالات ميدانيا، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمان ان قوات الأمن داهمت بعنف المدينة الجامعية في دمشق واعتقلت أكثر من 100 طالب مشيرا الى حدوث عدة إصابات في صفوف الطلبة. وأضاف أن قوات الأمن قامت بعدة حملات مداهمة واعتقال في دير الزور وحي ركن الدين وقرية الحميدية بمدينة «طرطوس» وريف دمشق.