تبوح اليوم دورة جوان لإمتحانات البكالوريا بأسرارها بعد أيام من عملية إصلاح الاختبارات. وحتى نوفي من قاموا بهذا العمل حقهم (الشروق) تحولت إلى مركز الإصلاح بمعهد بورقيبة النموذجي بتونس العاصمة الذي يعتبر من أهم المراكز الموجودة بالبلاد التونسية. فهو يستوعب عددا كبيرا من الأساتذة المصححين في شتى المجالات والاختصاصات. رئيس مركز الإصلاح المتفقد «رضا بالحاج علي» أفادنا بأن العمل انطلق بهذا المركز في ظروف طيبة للغاية سادها الأمن والجدية وكثير من السرية التي من شأنها أن تضفي على عملية الإصلاح كثيرا من الموضوعية وأضاف بأنه لم يتم تسجيل أي مفاجآت أثناء عملية إصلاح الاختبارات . وأن انطباعات أغلب الأساتذة المصححين طيبة حيث لم يلاحظوا أي حالات تدعو للغرابة أو الاهتمام . أما عن الطرق المعتمدة في الإصلاح فقد بين السيد «رضا» بأن العمل داخل المركز توزع بين جميع العاملين فيه وكل له دور هام يلتزم به بكامل الجدية. جلب التحارير يتم جلب التحارير انطلاقا من اليوم الموالي لكل الاختبارات من إحدى مراكز التجميع داخل البلاد التونسية من طرف عون مرافق يكون مصحوبا بفريق من أعوان الجيش الوطني يؤمنون له الطريق وعند وصوله إلى مركز الإصلاح يسلم التحارير إلى لجنة مختصة تعد السلاسل وأوراق التحارير داخلها ثم تقوم هذه اللجنة بإعداد السلاسل التي توزع على الأساتذة المصححين حسب كل مادة اختصاص . عملية الإصلاح يكلف متفقد كل مادة برئاسة لجنة إصلاح داخل القاعة بمساعدة مراقبين أو أكثر وكاتب يقوم بتسجيل كل عملية ثم ترفع كل السلاسل المصححة إلى قاعة الإعلامية لحجز الأعداد وبعد ذلك ترجع ورقة الأعداد إلى الأستاذ الذي قام بعملية الإصلاح ليمضيها بعد التثبت من مطابقة الأعداد التي أسندها ثم تمضى مرة أخرى من طرف رئيس لجنة الإصلاح. عملية التثبت تسلم كافة أوراق التحارير المصححة من قبل الأساتذة المصححين بعد التثبت منها والتوقيع عليها إلى لجان تثبت الأعداد وتتكون هذه اللجان من خيرة الأعوان والإداريين الذين يتحلون بالجدية والانضباط ودقة الملاحظة ليقوموا بعملية تثبت الأعداد لعدة مرات وعند وجود أي خطإ ترجع ورقة التحرير إلى الكاتب العام الذي سوف يقوم بدعوة الأستاذ المصحح لإعادة النظر في ورقة التحرير وتصويب الخطإ بالتنسيق مع المتفقد رئيس اللجنة. يوم الزواج «mariage» هكذا يطلق عليه الأعوان العاملون داخل المركز فيتم خلال هذه العملية إرجاع المواد المصححة إلى أصلها حسب السلاسل وهي عملية جد مهمة تتطلب مساعدة جميع الكتبة وتضافر جميع اللجان بالمركز. اليوم الأخير : قراءة المحاضر والنتائج النهائية يتم توزيع هذه المهمة على عدة لجان تتكون من رئيس لجنة ومجموعة من الكتبة وتتولى كل لجنة بإعادة قراءة الأعداد المسندة في كل ورقة تحرير والنظر في مدى تطابقها مع الأعداد المسندة داخل المحاضر المستخرجة من المنظومة المبرمجة لتخزين الأعداد وتوقع هذه المحاضر من قبل رئيس اللجنة الذي عادة ما يكون متفقدا أو مديرا لإحدى المعاهد وفي الأخير ترفع النتائج المسجلة داخل مركز الإصلاح والتي تتضمن بطبيعة الحال أرقاما سرية إلى مركز التجميع الذي سوف يحولها بطبيعته إلى الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية التي سوف تعلن عنها في إبانها.