ورد على أعمدة جريدتكم بتاريخ 17 جوان 2011 مقال بعنوان «كتائب ديقاجية والجيش يتدخل» حول ما جدّ بمركز اصلاح الباكالوريا بأريانة وحرصا من النقابة العامة للتعليم الثانوي على إنارة الرأي العام الأستاذي والوطني وتقديم الاعلام الصحيح حول ما يطرأ من اشكالات في علاقة مباشرة بالقطاع، يهمنا أن نوضح ما يلي: 1 إن صاحب المقال قد استمع الى مصدر واحد ولم تكن له الجرأة للافصاح عن اسمه ولم يكلف صاحب المقال نفسه عناء الاستماع الى بعض الأساتذة ونقول له ان الأغلبية الساحقة من مصححي الفيزياء قد قاطعوا هذا المتفقد وقد لقوا مساندة من بقية المواد في مركز الاصلاح ولم يكونوا أقلية. 2 إنّ المدرسين وهياكلهم النقابية لا يتابعون مشاكلهم بعقلية كتائبية مثلما عمد صاحب المقال الى تشبيه الوقفة الاحتجاجية التي مارسها المدرسون المصّححون لاختيارات مادة الفيزياء بمركز اصلاح الباكالوريا بأريانة تعبيرا منهم عن رفضهم لوجود المتفقد موضوع المقال على رأس لجنة الاصلاح. علما أن النقابة العامة وإدراكا منها لخصوصية الظرف ووعيا منها بأهمية انجاح الامتحانات الوطنية في مختلف مراحلها (المراقبة والاصلاح) كانت قبل انطلاق عملية الاصلاح بمدة طويلة أشعرت الوزارة بضرورة ابعاد هذا المتفقد عن مركز الاصلاح لما تتسم به علاقته بالمدرسين من تشنج وعدم انسجام ومردّ ذلك الى كونه من المتنفذين ضمن منظومة النظام البائدومن رموز التجمع المنحل حيث كان يستغل صفته وانتماءه لممارسة التسلط ضد المدرسين ولا يمكن للأساتذة ونقابتهم العامة الذين رفعوا شعار تطهير الوزارة وهياكلها من رموز الفساد أن يقبلوا بأن يرأس هذا المتفقد لجنة اصلاح امتحانات وطنية بذل فيها المدرسون جهدا استثنائيا هذه السنة وتحملوا كل مسؤولياتهم لتأمين نجاحها وتمكين أبنائنا من انجاز امتحاناتهم في ظروف طيبة. 3 إن المغالطات التي عمد إليها صاحب المقال زاعما أن الجيش تدخل لمنع اصطدامات قد تكون لها عواقب وخيمة هي من باب التهويل المتعمد والقصد منه التشكيك في نضال المدرسين، إذ لم يتدخل الجيش وتمّ التفاوض بين الأساتذة وهياكلهم النقابية ورئيس مركز الاصلاح بأريانة ورئيس ديوان وزير التربية المؤقت وتمّ الاتفاق على حلّ ظرفي حفاظا على سير الاصلاح وشعورا من الأساتذة ونقابتهم بالمسؤولية الوطنية. 4 لقد تضافرت الجهود من أجل انقاذ السنة الدراسية وإنجاح الباكالوريا وكان لزملائنا المتفقدين ونقابتهم دور مهم جنبا الى جنب مع الأساتذة وأغلب الاطار التربوي ولا يمكن لهذا المتفقد أو غيره أن يفسد العلاقة البناءة والمتكاملة بين الاطارين ونحن مصرون على اتخاذ اجراءات إدارية ضده إذ نعلمه أن سنده الذي كثيرا ما تباهى به قد فرّ مع المخلوع. 5 إن صاحب المقال ومن ورائه ذلك المتفقد يجهل دور الأساتذة في الثورة ويدّعي أنهم يركبون على الثورة وهو تجنّ لا نقبله ونعتبره اعتداء على كل المدرسين الذين ساهموا في الثورة بدور فعال وواصلوا هذه المساهمة بعد 14 جانفي وتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في حماية الثورة عبر تحقيق أهدافها وليس لهم حسابات ضيقة ولا أطماع، فلم يخافوا الديكتاتور المخلوع ولن يخافوا بقاياه من بعده. النقابة العامة للتعليم الثانوي