عند قراءتكم لهذا المقال، يفترض أن يكون شباب الباكالوريا قد عرف مصيره، فإما الجامعة وانفتاح عالم الحرية والعلم وتحديد خيارات المستقبل، وإما الأسف والحزن وفقدان الشاهية حتى للعودة إلى الموقع الاجتماعي. وفي هذا المجال، ننقل لكم تعريفا كتبته إحدى فتيات الموقع عن هذا الوضع، حيث تقول: «اليوم، ننقسم إلى ثلاثة أقسام: إما «برا جيب قازوزة وإما بر راجع على روحك، وإما الاحتمال الثالث: توه برا صيف، العام الجاي نتفاهموا وال«فايس بوك تنساه». وكتبت فتاة أخرى لصديقها هذه العبارة الطريفة: «قلبي إيفبري مع البورتابل» يا صاحبي، علامة ارتجاف القلب مع كل رنة رسالة هاتفية. ويمكن أن نلاحظ بسهولة كبيرة أن أغلب الشباب قد أصبحوا شديدي الإيمان في لحظات الانتظار وجعلوا يرددون عبارات الصبر والسلوان من المصطلحات الدينية، والأدعية والتوسل إلى الله لكي تحمل اللحظات القادمة النبأ السعيد. كما انتشرت عبارات التأفف من طول الانتظار والتوجس والخوف. في الأثناء، لاحظنا استمرار الكبار في الانشغال بمواضيعهم المفضلة في انتقاد السياسيين والغرق في المعارك الفكرية والسياسية والتعريفات الإيديولوجية، وتبادل الاتهامات من كل حدب وصوب فيما كان الأبناء يحترقون شوقا لمعرفة «المصير» الذي تعبوا لأجله عاما كاملا. وعند منتصف النهار، نشر بعض الشباب أغنية «الناجح يرفع أيده» الشهيرة في كل الإذاعات العربية بعد الامتحانات، غير أننا لم نر شيئا رغم الإعلان عن بدء وصول رسائل الهاتف الجوال، مما يدل على أن أغلب الناجحين قد اختاروا الاحتفال بعيدا عن شاشات الحاسوب، وأن الحزانى قد يكونون اعتزلوا الموقع وربما يحملونه مسؤولية الفشل بما يمثله من مركز جذب شغلهم عن المراجعة. وحتى منتصف النهار، تذمر الكثير من التلاميذ من عدم وصول رسائل أحد مشغلي الهاتف، ولم تفلح محاولات تبرير ذلك بالضغط الكبير على الشبكة في تهدئة الخواطر. وبعد منتصف النهار، كتب الكثير من الشباب «أنا أرفع يدي»، ردا على نشر أغنية عبد الحليم حافظ، كما انتشرت صور الزهور وأغاني الفرح، كما عثر أحدهم على مقطع فيديو طريف لأم تونسية تطلق زغرودة طويلة من أعماق القلب تم تقاسمها ونشرها على نطاق واسع في صفحات الشباب. كما نشطت الصفحات والمنتديات والمواقع التي تزعم أنها تنشر نتائج الباكالوريا أو تمكن أي مترشح من معرفة النتيجة يوم أمس، رغم أن كل الروابط التي جربناها يوم أمس لم تكن جدية أو بصدد انتظار نشر النتائج، مثلنا تماما.