يحاول قادة سبع دول افريقية الخروج من حالة «المراقب السلبي» للتطورات في ليبيا الى حالة «الطرف الفاعل» ملوحين بذلك بالانخراط في المشهد الليبي بقوة ومحاربة «الأطلسي» الذي أودت غاراته الى تصفية أكثر من 700 مدني ليبي. طرابلس مالابو (وكالات) هدّدت دول إفريقية أمس بمحاربة «الأطلسي» في ليبيا في حال عدم التوصل الى تسوية سياسية بين الفرقاء الليبيين تضمن حقن الدّماء فيما تمكّن الثوار من التقدم نحو مدينتي «الزاوية» و«صرمان» المتاخمتين للعاصمة طرابلس. وتتجه القمة الافريقية المقرّر عقدها في «مالابو» عاصمة غينيا الاستوائية بعد غد الخميس الى تبنّي قرار يدعو الى وقف عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا. موقف صارم وذكرت مصادر إعلامية مطلعة أن هذا القرار المرتقب يأتي استنادا الى موقف صارم لدى قادة الدول الافريقية السبع التي تمثل لجنة الوساطة لحل الأزمة الليبية. وأضافت أن هذا القرار يقوم على خيارين، إما التوصّل الى تسوية سياسية ترضي كافة الأطراف وتفتح المجال أمام انتقال سلمي وسلس للسلطة وإما انضمام هذه الدول الى الحرب ومناصرة النظام الليبي ضد «الأطلسي». وأكد مسؤولون قريبون من دائرة اتخاذ القرار أن هذا الطرح ليس من قبيل المناورة السياسية أو التهديد الأجوف وإنما هو عمل مطروح للتنفيذ الفوري ما لم تتوقف عمليات «الأطلسي» ضد المدنيين. وأشاروا الى أنه سبق لقادة الاتحاد الافريقي تحدّي الحصار الذي كان مفروضا على ليبيا وتمكنوا من خرقه، وأن الأمر ليس سوى استحضارا وتكرارا لمشهد ليس بالبعيد. وأوضحوا أن قمة «مالابو» ستركز حصرا على الملف الليبي لا سيما عقب تلقي رسائل عدة من طرفي النزاع في طرابلس وبنغازي اضافة الى وجود تيار الوسط الليبي الذي يمثل الرؤية المعتدلة والمستقلة والذي يرفض التعامل مع النظام الليبي والمجلس الانتقالي على حدّ سواء، لتورطهم في التدمير والقتل وجلب قوات «الناتو» ويطالب بحلّ سلمي سريع وعاجل. وأعلنت السلطات الليبية أن غارات «الأطلسي» أدت الى مقتل 700 مدني وإصابة أكثر من 4000 آخرين. التقدم نحو طرابلس ميدانيا، قال الثوار الليبيون انهم تمكنوا من التقدم تجاه مدينتي «الزاوية» و«صرمان» القريبتين من العاصمة طرابلس وانهم يفرضون حاجزا عسكريا على المدينتين إضافة الى قيامهم بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة. وذكروا أن هدفهم القادم متمثل في السيطرة على منطقة «ورشفانة» الواقعة بين الزاوية وطرابلس مشيرين الى أن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي تحاصر منطقة «تاجوراء» شرق العاصمة والتي تعتبر بؤرة من بؤر الثورة على العقيد. بدورها، أكدت وكالة أنباء «التضامن» للأنباء الليبية أن نظام القذافي أعدم في الأيام القليلة الماضية عددا من المعارضين في سجن «بوسليم»، مضيفة أن الإعدام نُفذ بحجة رفع المعتقلين السلاح ضد النظام على حدّ قولها. «النمرود» لمراقبة العقيد في غضون ذلك، كشفت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية أن طائرات تجسس من طراز «نمرود» ومقاتلات دون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني والمدمرة «ليفربول» المتمركزة قبالة السواحل الليبية والمجهزة بمعدات تنصّت متطورة، تقوم برصد ومراقبة التحركات «اليائسة» حسب قولها للعقيد القذافي. وأضافت أن العقيد يتنقّل من مكان الى آخر في الأسابيع الماضية ليتجنّب الوقوع في قبضة أعدائه مع تزايد الضغوط التي يتعرض لها النظام. ونقلت عن مسؤول بارز بوزارة الخارجية البريطانية لم تكشف عن هويته قوله «إن الزخم ضد القذافي يتفاعل بصورة لا رجعة فيها ومصير الزعيم الليبي صار مسألة وقت».