«لا إله ولا سيّد»هو عنوان الفيلم الذي كان وراء حادثة قاعة «أفريك آرت» التي جدّت عشية أول أمس الأحد 26 جوان 2011 بقاعة سينما «أفريك آرت» بالعاصمة، وهو في الحقيقة تعريب للعنوان الفرنسي لفيلم «Ni dieu Ni maitre» لأن المخرجة لم تضع بعد عنوانا عربيا.. اضافة الى كون الفيلم لم يجهز بعد في نسخته النهائية. و«Ni dieu Ni maitre» حتى نكون نزيهين بخصوص العنوان هو ثاني فيلم طويل للمخرجة السينمائية نادية الفاني بعد فيلمها الروائي الأول «بدوين هاكر» و«Ni dieu Ni maitre» هو أول فيلم وثائقي طويل في مسيرتها الفنية التي تعود الى بداية الثمانينات حيث عملت مع أكبر المخرجين العالميين أمثال رومان بولنسكي وفرانكو زيفرتي». التونسي والاسلام «Ni dieu Ni maitre» هو رحلة في ثقافة التونسي في علاقته بالدين الاسلامي، كيف ينظر إليه؟ هل يمارس شعائره؟ ما هو حكمه على غير المتدين، والمسيحي والبوذي؟ وما هو مفهومه للعلمانية؟ هل هي إلحاد أم فكر يفصل بين الدين والدولة؟ جملة من الأسئلة تطرحها المخرجة في الفيلم دون أن تجيب عنها أو تعطي موقفها أو تؤثر على محدثيها، ويعود جزء من مشاهد الفيلم الى ما قبل 14 جانفي 2011 صورتها المخرجة في أوت 2010 خلال شهر رمضان وتتساءل المخرجة في هذه المشاهد مثلا، عن أسباب غلق المقاهي خلال شهر رمضان وعما إذا كان هناك قانون يبرّر ذلك، تاركة الاجابة الى المواطنين الذين يكشفون من خلال المشاهد، عن جهل كبير بالقانون، اضافة الى عدم التمييز بين القانون والشريعة. احترام الأديان ورغم تقديم المخرجة شخصيتها وأفكارها في الفيلم ومنها على سبيل المثال، أن والدها شيوعي، ولا يؤمن بالدّين، وأن والدتها أجنبية مسيحية فإنها تؤكد احترامها للدين والاسلام والمسلمين، وكل الديانات والمعتقدات، وتقول إن والدها كان يطلب منها احترام كل الآراء حتى وإن كانت غير مقتنعة بها. وعلى هذا الأساس تدعو في الفيلم الى التسامح واحترام آراء ومعتقدات الآخرين. تسامح «Ni dieu Ni maitre» فيلم فيه دعوة واضحة الى التسامح واحترام التنوع الذي كان وسيظل في نظرها من أهم ميزات تونس، وصفات التونسيين. وتتساءل المخرجة في أحد المشاهد: ألم تكن تونس جامعة لكل الأديان والجنسيات بين مسلمين ومسيحيين ويهود، وعرب وفرنسيين وإيطاليين ومالطيين ويونانيين. «Ni dieu Ni maitre» هو في الحقيقة عنوان لا يدعو الى الكفر والالحاد وإنما هو مقولة ل«هيغل» وعنوان لجريدة عرفت في فرنسا سنة 1880بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وهو أيضا عنوان لأغنية «ليو فيري».