اتهم الشاعر الغنائي حاتم القيزاني حزبي التحرير والنهضة بقرصنة صفحته على «الفايس بوك» واعتبر هذه الممارسات غير أخلاقية كما عاتب صاحب أغنية صرخة سنية مبارك و تحدث عن جديده. وصف حاتم القيزاني، الفنان مقداد السهيلي بكونه يتميز بالانفعال والتصريحات اللاّمسؤولة وبأن له نبرة عدائية تجاه زملائه. هذا في الوقت الذي عاتب فيه صاحب «صرخة» الفنانة سنيا مبارك، وتحدث فيه عن جديده الفني مع مجموعة من الأصوات التونسية، في هذا الحوار مع «الشروق». هل يجوز القول إنّ قريحتك تفتقت إثر الثورة؟ قريحتي متفتّقة على الدوام ما دمت حيّا، وبالنسبة لأغانيّ الجديدة تعرفونها جيّدا وخاصة منها الخاصة بالثورة، وهي «أرضي الطيبة»، ألحان وأداء الفنان صابر الرباعي و«الصبح الجديد» أداء رامي خليل، و«أول كلمة بلادي»، التي كتبتها ولحنتها للفنانة منال عمارة. بلغنا أنك تعاملت مع أصوات أخرى على غرار ليلى عزيز وشيماء الهلالي؟ أجل، آخر الأغاني التي كتبتها هي «وينك ممّو عيني» و«ولد الناس»، للفنانة شيماء الهلالي. وأغنية «واللّه يا تونس» للفنانة لطيفة العرفاوي المتواجدة حاليا في دبي وأغنية «وحش بنيتي»، التي تمثل أول تعامل لي مع الفنان زياد غرسة وآمل أن لا يكون الأخير وفي هذه الأغنية، قام زياد غرسة بقراءة جديدة للتراث التونسي على مستوى «التعليلة». كما كتبت «عدّيهالي لمرّة» ألحان الناصر صمود و«نحبك يا شعب» ألحان حاتم القيزاني للفنانة الشابة ليلى عزيز. وما الذي حصل في نقابة المهن الموسيقية، وكيف تمّ ابعادك؟ قبل كل شيء، عندما كنت كاتبا عاما مساعدا في هذه النقابة، كنا نعاني من التضييق، وقد طلب منا الوزير محمد العزيز بن عاشور آنذاك أن نؤسس جمعية أو ناديا، لكننا تحملنا وضحينا وتأسّست النقابة وجاءت تبعاتها على مستوى الدعم. حدثنا عن كيفية ابعادك؟ وقع تغييبي مدة 6 أشهر، وفي ذلك الوقت لم يكن للنقابة مقرّ، وكانت الاجتماعات تلتئم بالمقاهي، شخصيا اخترت الابتعاد، لكن في أول اجتماع رسمي تغيب لأسباب عائلية (وفاة والده)، وهذا الغياب مثل فرصة للالتفاف على القانون الداخلي للمكتب التنفيذي وتمّ تمرير الكتابة العامة لمقداد السهيلي. هل كان هناك تلاعب ما حسب ما فهمنا من كلامك؟ نعم، اللعبة غير بريئة، فعندما عيّنوا مقداد السهيلي أرادوا التفاوض به وكما ترون وقعت إزاحته في الانتخابات وانتخب سامي بن سعيد الذي بين قوسين انتخب مقداد. ولماذا حسب رأيك؟ لأن مقداد يتميز بالانفعال والتصريحات اللاّمسؤولة ونظرته للميدان منطلقة من مشاكله الذاتية، وله نبرة عدائية للفنانين التونسيين حيث شبههم ب«شلاكة بالصبع» في برنامج «بلا مجاملة»، وهذا الكلام على مسؤوليتي. وما رأيك في المكتب التنفيذي الحالي لنقابة المهن الموسيقية؟ المكتب الحالي يفتقر الى خبرة الممارسة النقابية وكذلك يفتقر الى الخبرة فيما يخصّ التجربة الميدانية باستثناء الدكتور زهير قوجة على مستوى تعامله مع التراث الموسيقي، لكن ما دام هذا المكتب قد صدر عن مؤتمر انتخابي. فأنا أشجعه وأتمنى له النجاح. ما حكاية الدعاية التي تقوم بها على صفحة «الفايس بوك» الخاصة بك لأحزاب؟ انتظرت هذا السؤال طويلا، وأضع في علم الجميع أنني أتهم حزب «التحرير» ومؤخرا «حزب النهضة» بقرصنة صفحة «الفايس بوك» الخاصة بي، وهذه الممارسات غير أخلاقية وتضرّ بعملية البناء بعد الثورة. وبالمناسبة أنبّه كل من يعرفون حاتم القيزاني الى أن موقعي مقرض، وعيب أن يحمّلني أحدهم مواقف لم تصدر عني اطلاقا. قلت لي في بداية حوارنا أنك لديك رسالة، فماهي؟ أستسمح الفنانة سنيا مبارك التي غنت لي في بداياتها «كرمال عيون الثورة»، في صراحتي معها، بأن أقول لها: عندما دعاك أسامة فرحات للانضمام للنقابة رفضت رفضا قاطعا وقلت إن الظروف غير ملائمة والتزامتي لا تسمح لي. سنيا مبارك تدرس «حقوق التأليف» وعندما كانت مسؤولة في سلطة الاشراف لم تتحدث يوما عن هذا الموضوع في الوقت الذي يمثل فيه حجر الزاوية في أزمات قطاع الموسيقى عموما. وأسأل من كان يتمتع بالعروض المدعّمة والدعم على الانتاج؟ ومن كان يوسّم؟!... فأنا مثلا لم تقع دعوتي نصف مرة لتوسيمي، حتى اعتقدت أنني أتبع وزارة الخارجية لا وزارة الثقافة. لذلك أقول نعم نحن تخلصنا من سلطة متسلّطة لكن يبقى أمامنا النضال ضدّ أنفسنا وعقلياتنا الأصولية والمريضة وهذا يتطلب وقتا وتربية واحتياطيا كبيرا من الأخلاق.