بدأت الحكومة العراقية المعينة «التحضير» لمحاكمة عاجلة للرئيس العراقي صدام حسين تنطلق على الأرجح في أكتوبر المقبل، وفق ما ورد على لسان رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي... لكن صحيفة بريطانية رأت في «نوايا» علاوي بالتعجيل بمحاكمة صدام محاولة من جانب الحكومة المؤقتة ل»قطع الطريق» أمام الرئيس الذي أبلغ أحد محامييه برغبته في الترشح لرئاسة العراق «لاقتناعه» بأنه سينتزع أغلبية الأصوات. وكان الرئيس العراقي صدام حسين قد مثل أمام المحكمة العراقية الخاصة في جويلية الماضية حيث تم اتهامه بارتكاب «جرائم حرب» مزعومة لكنه فنّد هذه الادعاءات وضع «محاكميه» في دائرة الاتهام وهو الأمر الذي أثار حيرة الحكومة العراقية المؤقتة حول كيفية التخلص من «ورطة» محاكمة صدام. ومنذ ذلك الحين تضاربت التصريحات والتأويلات حول محاكمة «الرئيس» حتى أن مصادر رجحت ألا تتم أصلا. صدام وعلاوي لكن رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي «راوغ» أمس الأول الجميع حين أعلن أن محاكمة صدام قد لا تطول. وقال علاوي الذي كان يتحدث في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية «أي.بي.سي» سيمثل صدام أمام المحكمة على الأرجح في نوفمبر أو ديسمبر المقبلين لكن المحاكمة ستبدأ بالتأكيد في أكتوبر القادم مضيفا ان اعضاء آخرين في النظام العراقي السابق سيمثلون أيضا أمام المحكمة. وتابع قائلا لا أظن أن هذه المحاكمة ستطول لأن التهم الموجهة إليه دامغة... ونأمل إذن احقاق الحق، على حد تعبيره. وردّا على سؤال حول امكانية الحكم بالاعدام على صدّام اكتفى علاوي بالقول ان السلطات العراقية الجديدة حسب وصفه أقرت عقوبة الاعدام. لكن إعلان علاوي بأن حكومته ستعجل بمحاكمة صدام طرح في المقابل «تساؤلات» لدى بعض الأوساط خصوصا مع اقتراب الانتخابات العراقية المزمعة في جانفي القادم. صدام ورئاسة العراق واعتبرت صحيفة «صنداي ميرور» البريطانية في هذا الصدد ان المساعي التي يبديها علاوي و»جماعته» للتسريع بمحاكمة صدام لا يستبعد أن تكون محاولة ل»قطع الطريق» أمام الرئيس العراقي الذي أبدى هو الآخر استعداده لخوض الانتخابات في العراق. وقالت صحيفة «صنداي ميرور» ان صدام أبلغ محاميه فعلا بأنه يريد وضع اسمه في قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية العراقية. ونقلت الصحيفة عن محامي صدام حسين جيوفاني دي ستافينو قوله ان لم تجر إدانة «الرئيس»... وفي ضوء الأوضاع المتردية التي يشهدها العراق فإن صدام قد ينتزع أغلبية الأصوات في الانتخابات المقررة في جانفي القادم الأمر الذي قد يمكنه من استعادة حقه في رئاسة العراق. من جانب آخر قال رئيس ما يسمى ب»المجلس الوطني العراقي» فؤاد معصوم أمس الأول ان الانتخابات العراقية قد لا تكون حرة ونزيهة بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد.. لكن المعصوم اعتبر في هذا الصدد ان اجراء هذه الانتخابات أفضل من عدم اجرائها على الاطلاق.