أثار اعلان رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي عن التعجيل بمحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين شكوكا كبيرة و»معركة سياسية» بين علاوي ومنافسيه حول من سيتولى الاشراف على محاكمة صدّام. وفي ضوء هذا الجدل حذّر خبراء قانون من «صفقة» يرتب لها علاوي من خلف الستار تفضي الى اعدام صدّام. وفي الواقع فإن هذه المعركة قد ظهرت الى العلن عندما اتهم سالم الجلبي الذي كان يشرف على «المحكمة العراقية الخاصة» علاوي بطرده من منصبه ل»السيطرة السياسية» على محاكمة صدّام. «صفقة»... علاوي وقد «فجّرت» اتهامات الجلبي هذه بالخصوص «صراعا سياسيا» كبيرا بين علاوي وبعض «منافسيه» حول السيطرة على المحكمة العراقية الخاصة التي تم تشكيلها لمحاكمة صدام ومساعديه. وما زاد في «تعميق» هذا الصراع هو اعلان رئيس الوزراء العراقي المعين مؤخرا عن قرار الاسراع بمحاكمة صدام على ان تنطلق في أكتوبر القادم. وقالت مصادر عراقية إن اعلان علاوي عن «التعجيل» بمحاكمة صدّام يكشف بوضوح صحة ما أكده الجلبي الذي تحدث عن صفقة يتم اعدادها حاليا على حساب صدّام. ورأت المصادر ذاتها ان علاوي ومنافسيه «يناورون» على تعيين القضاة وعلى توقيت المحاكمة ومدى الاتهامات بل وعلى من سيحاكم ومن سينجو من عقوبة الاعدام بالتوصل الى اتفاقيات مع المدعين. وقالت مصادر في العاصمة البريطانية في هذا الصدد ان علاوي يرغب في محاكمة سريعة لصدّام تفضي الى الارجح لإعدامه من اجل تعزيز شرعية حكومته التي لا تتمتع بشعبية بين العراقيين. تحذير... وقلق ولم يستبعد مراقبون وخبراء قانون أيضا هذا الاحتمال حيث حذّروا من مغبة اجراء محاكمة «صورية» للرئيس العراقي يعقبها اعدام صدام. وقال خبراء قانون انهم يرون ان ملفات محاكمة صدّام ومساعديه ليست جاهزة الآن ولن تكون جاهزة خلال الشهرين القادمين (أي موعد المحاكمة الذي أعلن عنه علاوي). وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من جهتها ان الاعلان عن محاكمة صدّام قبل موعد الانتخابات المقرر في جانفي المقبل هو موعد متعجّل على اعتبار ان ملفات المحاكمة يستبعد جدا ان تكون جاهزة قبل ستة أشهر. ونقلت الصحيفة ذاتها عن مسؤولين عراقيين قولهم ان عزل الجلبي ومسؤولين آخرين على علاقة بمحاكمة صدّام (مثل موفق الربيعي) هو من بين الخطوات التي يقوم بها علاوي للسيطرة على المحكمة. وتقول الصحيفة الأمريكية ان الصراع على المحكمة هو في الواقع جزء من القلق الذي يراود المسؤولين الأمركيين في بغداد. وأضافت ان الخطوات التي يقوم بها علاوي هذه الايام حول محاكمة صدام أثارت قلق المسؤولين الأمريكيين التي اعتبروها صورة عن «طموحات» كبيرة يرتّب لها علاوي تحضيرا لمستقبل سياسي له في العراق. لكن علاوي نفى من جهته الاتهامات الموجهة اليه وقال إن حجم تدخله في محاكمة صدّام لا يزيد عن حث المسؤولين على الاسراع بذلك تلبية لمطالب العراقيين بتطبيق العدالة على صدام ومسؤوليه السابقين، على حد تعبيره.