«حمام سوسة ماهياش متاع بن علي لقد عرفت بنضالاتها في سبيل الديمقراطية فذهب بن علي وبقي رموز النضال»، هكذا افتتح الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي لقاء هو الأوّل من نوعه في مدينة حمام سوسة من تنظيم اللجنة المحلية لهذا الحزب و ذلك مساء السبت الماضي بدار الثقافة «علي الدوعاجي». «الشروق» (مكتب الساحل) أكّد الهمامي في مستهلّ مداخلته أن مدينة حمام سوسة «على عكس ما يعتقد البعض لم يفدها المخلوع في شيء بقدر ما همشها مثلما همّش بقية المدن التونسية» واستحضر يوم ألقي عليه القبض في سوسة سنة 1994 وسجن مع مجموعة من أصيلي حمام سوسة راويا : «كان كلما يطلّ بن علي على شاشة التلفاز يسبّونه فاستغربت من ردة فعلهم ففسروا لي ذلك بالتجاهل والتهميش الذي مارسه بن علي على حمام سوسة وأهاليها وكانوا دائما يقولون إن بن علي ما خدمش حمام سوسة ولن يخدمها.» سقط بن علي ولكن نظامه مازال قائما! واعتبر الهمامي أن سقوط بن علي خطوة لابد أنّ تليها خطوات للمحافظة على مكاسب الثورة في وجود من يتربص بها للالتفاف عليها على حد تعبيره مضيفا «الصراع مازال متواصلا مع المضادين للثورة الذين مازالوا مصرّين على الرجوع إلى الحكم يريدون إرجاعنا إلى نظام بن علي مع بعض التعديلات السطحية وبقاء أساس الحكم الذي يمثل مصالح أقلية من كبار الأثرياء والمدعومين من الشركات الأجنبية». حكومة السبسي غير محايدة! أشار الهمامي في نقده للحكومة المؤقتة قائلا «حكومة السبسي غير محايدة وهي تساهم في محاولة الالتفاف على الثورة فالتعذيب مازال متواصلا بل أشنع مما كان في عهد بن علي ولي ملفات في ذلك وأكّد لي بعض الحقوقيين أنّ التنصّت على الهواتف زاد وعمّم ووسائل الإعلام المرئية انخرطت مع هذه الحكومة في التعتيم فهذه الحكومة تأخذ الشعارات وتفرغها من محتواها قالت إنها حلت البوليس السياسي ولكن مازال قائما والبعض الآخر فرقته على العديد من المصالح ،أقرّت بحلّ التجمّع ثم نراه يتشكل من جديد في أكثر من 35 حزبا فالسبسي يريد أن يحكم وحده رغم عدم مشروعيته ولا ندري من وكيف تم تنصيبه يحاولون تشويه الأحزاب وإرهاق الشعب اقتصاديا ويفتعلون المشاكل والفتن ليلهوه عن مطالبه الأساسية فالسلطة الحالية هي سلطة مع الرجعية وليست مع الشعب وهي تعمل بكل الوسائل للالتفاف على الثورة فالسلطة مازالت عند نظام بن علي وفي سبيل تحقيق أهداف الثورة نحن مستعدون للتضحية بالانتخابات». محاكمة بن علي محاكمة كناترية هكذا وصف الهمامي محاكمة المخلوع معتبرا أن الشعب التونسي ليس مهتما بالحكم الذي ينتظره بقدر ما ينتظر إجابة عن عدة استفسارات برتبة ألغاز مضيفا «لم نسمع الباجي قايد السبسي ذكر مسألة بن علي في سفراته خارج تونس ولم يطالب الغرب بجلبه إلى تونس للمحاكمة فسليم شيبوب ربح قضيته ولا نستبعد صخر الماطري أيضا فهل يعقل أن يحاكم بن علي من أجل المخدرات وبعض السرقات ؟». واصل الهمامي في انتقاد الحكومة المؤقتة مستنكرا حجم «القروض التي ورّط فيها السبسي تونس والتي تقدر ب125 مليار دولار وهي ما يعادل قرابة ستة أضعاف ميزانية الدولة التونسية ككل» على حدّ تأكيده معتبرا أن هذه القروض بمثابة الإنذار لاستعمار البلاد مجدّدا مستشهدا ببداية الاستعمار الفرنسي التونسي مضيفا « نحن نقترض من اجل خلاص ديون أخرى وليس للاستثمار». كما تعرّض الهمامي إلى الاتهامات الموجهة لحزبه منها بالخصوص العنف مضيفا «لا تمرّ حادثة إلاّ ويحشروننا فيها حتى ميقالو خذا فينا باي يريدون توريطنا بأي شكل من الأشكال ويحاولون إسقاطنا في فتنة مع جماعة النهضة ولكن لن نمكنهم من تلك الفرصة رغم اختلافنا مع هذا الحزب». أحداث أفريكا واعتداءات من طرف شاربي الخمر في جانب آخر، استنكر الهمامي ما أسماها «حادثة سينما أفريكا» معتبرا إياها من الأشياء المتعمدة لتلهية الشعب عن قضاياه الأساسية مؤكّدا في لقاء جمعه مع الحبيب بالهادي صاحب القاعة قائلا: «يصف لي الحبيب بالهادي الشخص الذي اعتدى عليه بالسكّير ريحتو تقتل بالشراب فكيف ينسبون هذه الحادثة إلى جماعة معينة إنهم يريدون بث الفتنة لخلق البلبلة مثلما تعمدوا إثارة النعرات الجهوية والعروشية كل ذلك للالتفاف على الثورة وإفراغ مطالب الشعب الأساسية ودعا الهمامي إلى نبذ العنف وتعويضه بالنقاشات الفكرية». واستاء الهمامي من الخواص المالكين لتلفزات «يمدحون فيها أنفسهم»على حد تعبيره داعيا إلى إنشاء قناة عمومية نزيهة في ظل التعتيم الذي تشهده مختلف القنوات التونسية التي أصبحت تغيب القضايا الأساسية للمواطن وتهمشها . وأشار الهمامي في سياق حديثه إلى حزب التحرير قائلا «عندما وقع رفض منح تأشيرة لحزب التحرير طالبنا بمنحهم إياها من منطلق إيماننا بحرية التعبير والديمقراطية وقلنا دعهم ينادون بالخلافة وعندما يتجاوزون القانون عاقبوهم فنحن ضد العنف مهما كان مصدره وضد المحاكمات المفبركة».