في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري الى تهدئة المحتجين بكل الوسائل وآخرها الاعلان عن تأجيل الانتخابات البرلمانية واصل المتظاهرون التصعيد ونظّموا احتجاجات جديدة. دمشق (وكالات) وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى انه جرى تأجيل الانتخابات البرلمانية الى أجل غير مسمى بهدف إفساح المجال أمام بلورة حياة سياسية تعددية استنادا الى التشريعات الجديدة ومن بينها قانونا الانتخابات والاحزاب الجديدان. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية في عددها الصادر أمس عن المصادر قولها إن البرلمان الحالي سوف ينعقد الشهر القادم وفق الأصول الدستورية التي تنصّ على انعقاده في حال عدم اجراء انتخابات وسيكون على عاتقه اقرار القوانين الجديدة (إن لم تقر قبل ذلك) والتعديلات الدستورية ومن بينها المادة الثامنة من الدستور. تأقلم وأضافت «الوطن» المقرّبة من الحكومة السورية أن حزب البعث الحاكم في البلاد يجري مشاورات وحوارات داخلية ويستعدّ للتأقلم مع المتغيّرات بحيث يصبح الحزب كغيره وفق القوانين الجديدة جزءا من الحراك السياسي العام. وأوضحت المصادر ان الحوارات داخل البعث ستتوّج بانعقاد مؤتمر قطري تنتخب فيه لجنة مركزية وقيادة قطرية جديدة. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد ان اللقاء التشاوري الذي سيعقد الأحد القادم سيهدف الى التشاور في أسس الحوار المستقبلي وليس الحوار نفسه. وأضافت ان اللقاء سيضع أسس هذا المؤتمر المرتقب والذي يفترض ان يرسخ حالة مصالحة وطنية تسمح بشق دروب انفراج الأزمة. وتابعت: «يبدو لنا من حوارات مع المعارضة ومسؤولين محليين ان غاية اللقاء التشاوري لم تدرك بعد». من جانبه قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان هدف الحوار الوطني المزمع عقده يوم الأحد المقبل في سوريا يرمي الى تغيير المناخ وتطوير البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية كاشفا عن لقاءات تمهيدية غير معلنة جرت بين هيئة الحوار الوطني وشخصيات معارضة ولا توجد شروط مسبقة من قبل اي طرف. وأشار الشرع الى أن إطلاق الحوار الوطني تم بقرار من رئيس الجمهورية خلال الازمة في سوريا والحوار اكتسب زخما متسارعا بحيث أصبح مطلبا شعبيا وحاجة وطنية يمكن ان تساهم في حلّ هذه الأزمة. المعارضة تصعّد في هذه الأثناء قالت المعارضة السورية إن مثل هذه التحرّكات لا تهم الشارع وأن النظام في سوريا عاجز عن قراءة رسالة المتظاهرين. وفي الوقت نفسه نظمت مظاهرات ليلية في العاصمة دمشق ومدن ريفها واللاذقية ودرعا وإدلب ودير الزور للمطالبة برفع الحصار العسكري المفروض على حماة. وأفادت صفحة لجان التنسيق الحلية في سوريا على موقع التواصل الاجتماعي (فايس بوك) بأن إطلاقا للنار سمع الليلة قبل الماضية بالقرب من قرية خربة الجوز الحدودية وكذلك منطقة البرزة في العاصمة دمشق.