كشفت مصادر دولية مطلعة عن قبول العقيد معمر القذافي التنحي عن السلطة مقابل سحب مذكرة الاعتقال الصادرة ضدّه، فيما اعترف «الأطلسي» والمجلس الانتقالي بضراوة القتال في ليبيا مستبعدين حسما سريعا للأزمة الليبية. عواصم (وكالات): وأعلنت مساعدة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أن المحكمة لا تنوي سحب مذكرة الايقاف الصادرة في حق معمر القذافي مهما كانت طبيعة المفاوضات والمحادثات التي تجري حاليا للوصول الى حلّ للمعضلة الليبية. تلميح أقرب الى التصريح وألمحت الى وجود اقتراح من طرابلس يقضي بتنحي القذافي عن السلطة مقابل تخلي المحكمة الجنائية عن ملاحقته واصفة إياه ب«الابتزاز». وذكرت أنّ المحكمة الجنائية أجرت تحقيقات وأعطت النتائج الى قضاة المحكمة الذين أصدروا مذكرة الايقاف مشيرة الى أنه لا يجب طرح مذكرة الجلب على بساط البحث للتفاوض. وأضافت أن على السلطات الليبية وقف الهجمات على المدنيين بدلا من التفكير في استخدام المذكرة شرطا مسبقا للبحث عن مخرج للأزمة بيد أنها سرعان ما استدركت هذا الموقف بالقول إنّ مجلس الأمن الدولي يتمتع بسلطة الطلب من المحكمة الجنائية وقف الملاحقات طوال سنة لما فيه مصلحة العدالة. وأردفت في هذا السياق: إذا حصل هذا الأمر فسنكون ملزمين بالقبول به، ولكن لن نقبله في حال طرحته طرابلس كأساس للتفاوض. من جهته قرر الاتحاد الافريقي تجاهل مذكرة الايقاف الدولية معتبرا إياها عامل تعقيد كبير للجهود الرامية الى ايجاد حلّ سياسي تفاوضي للأزمة الليبية. تململ في صفوف الحلفاء وتتزامن هذه التصريحات مع تململ أمريكي خاصة وأطلسي عامة من العمليات العسكرية في ليبيا، حيث اعتمد مجلس النواب الأمريكي قرارا يرفض وقف تمويل العمليات العسكرية ولكنه يمنع البنتاغون من تزويد المعارضة الليبية المسلحة بمعدات وتجهيزات عسكرية أو حتى تقديم الاستشارات لها. وأقرّ النواب بأغلبية 225 صوتا تعديلا على مشروع الموازنة السنوية الذي يقلص مساهمة الادارة الأمريكية في دعم المعارضة المسلحة. بدوره، رأى مايك براين القائد العسكري في الحلف «الأطلسي» والمتحدث باسم العمليات الحربية الموحدة على ليبيا أن «الأطلسي» سيطرح خطوات جديدة لتنفيذها في ليبيا من أجل تقويض نظام العقيد. وأضاف أن الحظر المفروض على السلاح والطيران غير فعّال ولم يعط النتائج المرجوة. وأشار إلى أن الأطلسي سيبحث خطوات جديدة لوضع حدّ لجميع هجمات الكتائب الأمنية النظامية. استبعاد بنفس لهجة اليأس، قال العقيد في المجلس العسكري الانتقالي محمد علي الطيش إنّه من المستبعد زحف قواته على طرابلس المحصنّة جيّدا. وأضاف الطيش إنّ نقص الوقود والأفراد والأسلحة يجعل من عملية الزحف على العاصمة أمرا مستبعدا مؤكدا أنه في حال عدم تقدم الثوار بجيش منظم فإن فوضى هائلة ستجتاح البلاد. وعبر عن أمله في أن تتحرّر حسب تعبيره طرابلس من الداخل وأن يتكامل الزحف الثوري مع الانتفاضة من الداخل. ميدانيا، قتل 5 أشخاص وأصيب 17 آخرون بجروح متفاوتة في اشتباكات ضارية اندلعت بين عناصر المعارضة الليبية المسلحة وكتائب القذافي في مدينة مصراتة. وأشارت وكالة «رويترز» للأنباء أن عناصر المعارضة تقدموا شرقا وأحرزوا انتصارات قتالية على الساحل الليبي. في هذه الأثناء أقام الآلاف من أنصار القذافي صلاة الجمعة في الساحة الخضراء بالعاصمة الليبية طرابلس، داعين الى التعبئة لقتال القوات الصليبية وتحرير المدن التي سيطر عليها الثوار. واكد العقيد الليبي معمر القذافي في كلمة صوتية لانصاره الذين اجتمعوا بالالاف ان نظامه لن يسقط داعيا الناتو الى وقف الهجمات العسكرية على بلاده .