بعد التهديدات التي تلقاها مؤخرا العديد من الفلاّحين لإحراق وإتلاف المحصول وأعمال العنف التي تهدف الى التأثير على القطاع السياحي وضرب الاقتصاد يبدو أن أعداء الثورة أصبحوا يركزون الآن على بث الفوضى وإفساد حفلات الزواج. تونس (الشروق) ونحن نقبل على موسم الأفراح الذي بلغ ذروته هذه الصائفة في شهر جويلية بسبب تزامن شهر أوت مع حلول شهر رمضان الكريم تتحول قاعات الأعراس في بعض الأحيان الى فضاء لممارسة العنف وحلبة صراع بين المدعوين والأحباب لأسباب تافهة. وعبّر العديد من المواطنين عن استيائهم وسخطهم من أن تتحول حفلات الزواج من مناسبة للأفراح وتدعيم صلة الرحم الى مناسبة للحزن والتقاتل. فالسيد محمد غزال يستعد للاحتفال بزفاف ابنته قال: «حددنا موعد الزواج مع عودة أقاربنا من فرنسا ولكن بعدما حصل من ضرب وعمليات عنف في بعض الأعراس أصبحت أخاف من أن تتحول الفرحة الى حزن ولا أعرف وقتها ماذا سأفعل وكيف سأتصرّف؟» وتقول السيدة (س) : «من غير المعقول ان تجهد العائلة نفسها وتتحمل نفقات باهضة للإعداد للزواج ثم تأتي بعض الأطراف لبث الفتنة وليكون مصدرا للخلافات. ويتساءل البعض الآخر من المواطنين عن سرّ عدم تدخل رجال الأمن بشكل أسرع لحماية مناسبات الافراح خاصة وأنه يتم اعلامهم مسبقا ولا يتم اقامة حفل زفاف الا بعد استخراج رخصة والقيام بكل الاجراءات الادارية اللازمة رغم أنها مكلّفة. ولتفادي أية مواجهات دامية ولإنجاح موسم الأفراح تقترح البعض من العائلات المقبلة على عقد زفاف أبنائها تكوين فرق خاصة تضم بعض العقلاء والكبار في السن تعلم على ازالة أسباب التوتر والمشاكل وسوء الاختلاف الذي رغم تفاهته في بعض الأحيان فإنه تنتج عنه عواقب وخيمة ومواجهات دامية. البعض الآخر يطالب من الجهات الأمنية بضرورة تحمل مسؤوليتها والتدخل لحماية مناسبات الزواج. ولكن توجد فئة من المواطنين تدعو الى تأجيل مواعيد الزفاف وإلغائها هذه الصائفة على الأقل لهشاشة الوضع الأمني وعدم استقرار الأوضاع وكثرة الاضطرابات. ولكن العديد من المقبلين على الزواج يعتبرون قرار التأجيل غير مطروح لارتباطهم بالتزامات أخرى (حجوزات قاعات الافراح النزل...) وبدعوات الأهالي والأقارب والعائلات التي تقيم في الخارج التي حدّدت موعد عودتها مع موعد الزفاف. كما أن البعض ضبط موعد عطلته مسبقا وإن أي تأجيل يضاعف من نفقات حفل الزواج.