كشف ملتقى الأسواق السياحية الليبية والجزائرية المنعقد أمس بنزل إفريقيا بالعاصمة عن آخر مؤشرات هذه الأسواق كما طرح الملتقى جملة من التوصيات والمقترحات الرامية لتطوير المنتوج السياحي التونسي الموجه للوافدين من ليبيا والجزائر. ويأتي الملتقى ضمن سلسلة الجلسات التقييمية التي قرّرت وزارة السياحة والصناعات التقليدية تنظيمها بهدف النظر في الأسواق السياحية الواعدة وأساليب تطويرها والتي انطلقت منذ أيام قليلة بجلسة خصّصت للسوق الصينية والروسية. وذكر السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة والصناعات التقليدية في الافتتاح أن اللقاء لم يأت لبسط الاشكالات ومواطن الخلل العالقة بالسوق الليبية والجزائرية فالمؤشرات مطمئنة في هذا الشأن بل جاء لتحقيق استفادة أكبر من خصوصيات هذه الأسواق المتمثلة أساسا في القرب والجوار والوحدة والتكامل وهي خصوصيات مكنتنا من الاستمرارية خلال السنتين الماضيتين التي شهدت تقلصا في عائدات الأسواق السياحية الأوروبية. وقال الوزير إن اللقاء مناسبة لتقييم السوق السياحية المغاربية بصفة عامة بهدف تطوير هذه السوق وبهدف استكمال بناء صرح الاتحاد المغاربي الذي يخصّه الرئيس بن علي شخصيا باهتمام كبير. سوق مهمّة وتمثل السوق الليبية الجزائرية سوقا مهمة بالنسبة الى تونس حيث تشكل 42 من حيث عدد الوافدين الذين يتوقع أن يصل عددهم الى نحو مليونين و300 ألف وافد موفى هذا العام منهم 1 مليون و400 ألف من السوق الليبية. ومن خصائص هذه السوق الجوار وتوفر امكانيات التنقل برّا وجوا الى تونس في وقت وجيز الى جانب عامل اللغة وتطور الطلب على السفر الى تونس خلال السنوات الماضية. كما تختصّ السوق الجزائرية بعدم خضوع الزائر الجزائري لتأشيرة الدخول الى تونس عكس الوجهات السياحية الأخرى وتختص بالتقارب في مستوى العيش وتشابه العادات والتقاليد مع تونس. وبلغت مداخيل تونس من السوق السياحية الليبية سنة 2002 : 179.7 مليون دينار مقابل 75 مليون دينار من السوق الجزائرية. وتعادل هذه المداخيل معدل مبلغ 160 دينارا ينفقها الوافد الليبي بتونس ومبلغ 347 دينارا ينفقها في الليلة الواحدة بالفنادق السياحية مقابل معدل إنفاق في الفنادق لا يفوق 68 دينارا لليلة الواحدة بالنسبة الى السائح الأوروبي. أما الوافد الجزائري فإن معدل إنفاقه في تونس يصل الى 102 دينار في اليوم ويفوق هذا المبلغ الى 150 دينارا في اليوم بالفنادق السياحية. ورغم هذه المؤشرات الايجابية فإن مؤشر الليالي المقضاة يبقى النقطة السوداء الوحيدة تقريبا العالقة بالسوق الليبية والجزائرية إذ يتسم معدل الاقامة بالنزل التونسية بالضعف الشديد ولا يتجاوز هذا المعدل 0.2 ليلة للفرد بالنسبة الى الوافد الليبي و2.9 بالنسبة الى الوافد الجزائري. توصيات ولتفادي مثل هذه النقائص أوصى الملتقى بتوفير فضاءات استراحة بمناطق العبور بين تونس وكل من ليبيا والجزائر مع توفير كل مستلزمات المسافر بهذه المناطق من فضاءات مكيفة ومكاتب إرشاد ومقاه وألعاب للأطفال وأكلات خفيفة ودورات مياه وغيرها. كما أوصى الملتقى بالنظر في بعث خط حديدي وآخر بحري لمزيد تدفق الزائرين من ليبيا باعتبار أن النقل بين تونس وليبيا يتقصر حاليا على السيارات الشخصية (بمعدل 93). كما أوصى بمزيد تنظيم الطلب على السياحة الصحية والاستشفائية. واقترح الملتقى أيضا اعادة برمجة الخط الحديدي بين تونس والجزائر الذي ألغي لانعدام مردوديته منذ سنة 2003.