كم أشفقت على الصحفي محمود سعد مقدّم برنامج «مباشر» في سهرة الاثنين حين اختار موضوعا شائكا جدا... كان بمثابة ممثل النيابة العمومية وهو يواجه متهمين مطالبا انزال أشد العقوبات بهم على طريقة الافلام المصرية! وأحيانا كان يستعطف بعض «المذنبات» وكأنه يطلب منهن التوبة... 2 كنّ في حضرته الواحدة تلو الأخرى : كان «يستنطقهن» بهدوء مراهنا على اعتراف طائش منهن بالخطإ... 3 كنّ في وضع تلبّس واضح وفاضح التونسية نجلاء والمصرية جيهان راتب والمصرية أيضا لوسي سمير. الأولى ظهرت مع حصان بتبان قصير Hot Short (لا نريد أن نستعمل عبارة «ساخن») ثم بدأت تخلع ما بقي من ملابسها قطعة قطعة وتلقي بها على الأرض بطريقة لا يعرفها سوى جماعة أفلام ما بعد الحادية عشرة مساءً الممنوعة على من أعمارهم تقل عن الثامنة عشرة سنة..!! والغريب ان نجلاء التي أنجزت هذا الشريط الخليع لم تخجل وهي تتحدث عن عرائها مرة معتبرة اياه «عادي» ومرة مدعية أنه كان المفتاح الذي فتح أمامها كل الأبواب الموصدة بطريقة وقحة جدا لا تليق بفنان بل أنها أصرت على عُريها وتجاوزها لكل القيم وتحدّيها لتقاليد المجتمع العربي. نجلاء لم تجد اي عناء لتؤكد أنها وجدت كل التشجيع من أفراد عائلتها في تونس الذين شاهدوا بفخر ابنتهم وأختهم تظهر بتلك الصورة المبتذلة لدرجة ان الراقصة لوسي سمير وهي ايضا متهمة بإفساد الذوق رأت في عمل نجلاء وكليبها تطاولا على الاخلاق وتجاوزا لكل القيم!! فماذا بعد هذا؟ وحتى الراقصة لوسي سمير وجيهان راتب اللتان ظهرتا في كليبين فاضحين نسبيا لم تكونا وقحتين مثل نجلاء بل أظهرتا شيئا من الندم معترفتين ببعض الثغرات الاولى بأغنية «حط النقط على الحروف قبل ما تطلع على الروف» وفيها ايحاءات جنسية ومقدمات لعملية سريرية (ليس بالمعنى الطبي!). أما الثالثة جيهان راتب فقد ظهرت في علبة ليلة في أمريكا وهي ترقص ممسكة بعمود لماع على طريقة جماعة «الستريبتيز»! ومهما يكن فإن مهمة محمود سعد لم تكن سهلة فقد استعان أكثر من مرة بكأس العصير بعدما يئس من اقناع أي واحدة من جماعة «العري كليب» الذي ينظر بإعجاب لأغاني «البورنوكليب»! ولكن ما لم يطرحه محمود سعد في «مباشر» الذي لم يبث اي كليب كامل «حتى لا نتورط في المشاركة في الجريمة» على حد تعبيره! هو من يقف وراء نجلاء ولوسي وجيهان راتب وهيفاء وهبي ومروى وغيرهن؟! وهل هذه «الطفرة» العارية جاءت صدفة ام ان الذين يقفون وراءها غير معروفين؟ من يموّل هذه الشركات؟ ومن يدعمها؟ ومن يسطّر برامجها؟ الحكاية أكبر من «عري» عابر للشاشة؟.. انها نفس السموم التي تروّج في البلاد العربية والبصمات واحدة... فتش عن الذي يريد هدم الأسرة العربية من الداخل؟ لقد تدفقت الأموال وتم تجنيد ضعاف النفوس لتنفيذ هذه الجريمة التي لا بارود ولا سلاح يستعمل فيها... انهم المتسللون من وراء الحدود وبعيدا عن عقلية التآمر نقول ان من يروّج لهذه الأعمال ومن يجنّد لها ضعيفات الاخلاق والايمان والثقافة هو شريك في المؤامرة على هذه الأمة ويعمل على تدمير أسوارها من الداخل... القضية أكبر من لوسي ونجلاء وجيهان وغيرهن... انهن مجرد بيادق هن شركات الانتاج الحمقاء التي تنفذ دون وعي مخططات لا تدرك أبعادها بعدما أغراها المال.