مادمنا في زمن مؤقت... ومادامت عقارب الساعة مؤقتة فلتكن النصوص كذلك... هكذا اخترت أن يكون هذا العمود... مادام القلم يبحث عن مكان آمن...لم تحرر الثورة قلمي بعد ولم تنصفه... وأكثر ما كتبته قد ضاع أو أتلف و ألقي في الغياهب... لست وحيدا فمثلي من الكتاب الذين اختاروا البوادي وتركوا المدن لأهلها كثير... لا أحد انتبه بعد أن كتاب القرى والمدن الصغيرة ظلوا في جحيم لا يقاس... ببعض الحرية نكتب الآن...لكن من أدرانا أننا سنستمر هكذا...فثمة ما يوحي أننا سنعود إلى حيث كنا إلا قليلا... حرية المثقف وموضوعيته ليست مؤمنة بعد فهؤلاء الساسة الذين يملأون الحلبة لا أتوقع أن أحدهم سيسمح لنا بان نكون أحرارا مثلما نريد... كلهم يؤمنون بحريتنا و كلهم سيتغيرون عند النصر ومن سير تقي إلى الحكم لن يسمح لنا بكثير من الحرية وسيتجند حراسه لكتم أنفاسنا... تحويرات منتظرة كانوا يزينون سيرهم الذاتية بما جنوه من أوسمة وتكريمات من نظام السابع وما حصدوه من عضويات في هياكله... كانوا يفتخرون بتاريخهم وجوائزهم وكانت مؤلفاتهم تعج بالولاء والتأييد والتملق... أعرف جيدا أن هؤلاء ينكبون على كتابة سير جديدة وسيضطر البعض حتى لسحب عناوين ما كتبه في العهد السابق حتى يحصد شهادة الطهر الثوري يوما... الممنوعون في العهد السابق كانوا يركضون في كل الامسيات والندوات ولم يتركوا مناسبة إلا وشاركوا فيها وحصدوا الأموال ... كانوا يحضرون هنا وهناك ويفرضون حضورهم على الجميع بلا أدب في مرات عديدة... كان بعضهم يتمتع بامتيازات ومناصب وكانوا يصولون ويجولون لكنهم صاروا اليوم يعلنون أنهم كانوا ممنوعين في العهد السابق... مضحك هذا الموقف عندما نسمعه من البعض ... نعم كان هناك ممنوعون كثر...ومعذبون كثر... لكن بعض الوجوه تدعي ذلك من باب الدعاية والاستبلاه...ومن باب الأسطورة التي يعيشها البعض.