شرح اللواء عبد الفتاح يونس، القائد العام لأركان جيش التحرير الوطني التابع للثوار الليبيين في لقاء خاص مع «الشروق» عبر الهاتف من بنغازي، حقيقة الأوضاع على الأرض في ظلّ استمرار المواجهات بين الثوار والكتائب. تونس (الشروق) حوار النوري الصّل اللواء عبد الفتاح يونس توقع تحرير طرابلس وحسم المعركة مع نظام القذافي قبل شهر رمضان نافيا في الوقت نفسه إجراء أي مفاوضات بين هذا النظام والثوار. كما أشار الى أن عدد القتلى في صفوف الثوار والمدنيين بلغ 17 ألفا بينما وصل عدد الجرحى الى 30 ألفا منذ إعلان الثورة على القذافي. وفي ما يلي هذا الحوار: بعد انقضاء نحو 5 شهور عن اندلاع الثورة الليبية كيف تسير الأمور.. الى أي مدى نجحت الثورة في تحقيق أهدافها؟ طبعا، ليبيا اليوم كلها متحركة فالمنطقة الشرقية محرّرة والمنطقة الغربية فيها قتال يجري على كل الجبهات وحتى طرابلس فيها تحرّكات وإن شاء اللّه سنساعد الأهالي الثائرين هنا على التخلص من القذافي. لكن الوضع على تخوم طرابلس ظلّ على حاله منذ أسابيع طويلة.. فهل توصف لنا حقيقة ما يجري هناك؟ طرابلس فيها اليوم حركة ثورية جيدة وهي كلها تقريبا محرّرة ماعدا وسط المدينة فقط.. والقوات الأمنية موجودة في طرابلس والأمور تسير بشكل جيد.. في ظلّ حالة الجمود التي اتّسم بها الوضع على الأرض.. كيف تنظرون الى مستقبل هذه المعركة مع نظام القذافي؟ نأمل أن ننهي المعركة قبل رمضان إذا سارت الأمور كما هو مبرمج ومحدد. وإذا فشلتم في مسعاكم هذا هل نتوقع مبادرة مثلا لحقن الدماء في ليبيا خلال شهر رمضان..؟ كما تعرفون، نظام القذافي هو نظام لا يحترم المواثيق ويدمّر البيوت.. ونحن بالطبع نريد ونتمنى حقن الدم الليبي اليوم قبل الغد وليس فقط في رمضان.. ولكن أملنا كبير في أن نستكمل تحرير كل ليبيا بإذن اللّه قبل رمضان. توحي مواقفكم وتصريحاتكم في الفترة الأخيرة بنوع من عدم الرضا عن أداء «الناتو» ودوره في إسنادكم.. فهل زال هذا «الجفاء».. وهل «فهم» الأطلسي اليوم تحفظاتكم هذه؟ طبعا نحن محتاجون دون شك الى مساعدة التحالف الدولي لردع كتائب القذافي ونحن نقدر الظروف وعارفون بصعوبة المهمة ولكن بلا شك قوات الناتو أصبحت اليوم أفضل من السابق.. نحن لدينا إمكاناتنا.. ولكنهم لم يتركونا أيضا نشغّل طائراتنا.. وقالوا لنا الطيران ممنوع على القذافي وعليكم أيضا..! لماذا؟ على أساس أن الحظر الجوي على الجميع.. هم طبعا يقولون ذلك لأن هذا الأمر غير موجود في قرار الأممالمتحدة.. الطائرات لا تحسم الأمور ولكنها تساعد على ذلك. في ظلّ تعذّر الحسم العسكري على الأرض الى حدّ الآن ما مدى دقّة ما يدور من حديث عن حل سياسي للأزمة.. وهل أجرت قيادة الثورة فعلا مفاوضات مع نظام القذافي لدفع فرص المخرج السياسي قدما؟ ما قيل بشأن التفاوض مع نظام القذافي هو في حقيقة الأمر غير صحيح بالمرّة.. فالنظام لا يريد الخروج من ليبيا وترك السلطة.. ونحن نرى أن الكلام معهم غير مجد ولا طائل من ورائه مادام هذا النظام يواصل تعنّته وعناده.. فلماذا نحاورهم إذن بعد أن قتلوا حوالي 17 ألف شخص من المدنيين وأصابوا أكثر من 30 ألف شخص هذا دون احتساب الذين قتلوا وجرحوا في الجهة المقابلة لأن هؤلاء هم أيضا ليبيون في النهاية.. هم حوّلوا كل ليبيا الى بحر من الدماء.. وأصبح الوضع اليوم في المنطقة الشرقية وعلى وجه التحديد في مصراتة لا يطاق.